رجل يمني يطعن 3 فنانين خلال عرض مسرحي في الرياض.. وانتقادات كبيرة لمحمد بن سلمان
– فري بوست- متابعات
لم تعرف بعد الأسباب التي دفعت رجلا يمنيا الى طعن ثلاثة فنانين خلال عرض مسرحي في الرياض ليل الاثنين الثلاثاء، في حادثة هي الأولى من نوعها منذ أن بدأت المملكة المحافظة بتخفيف القيود الموضوعة على الترفيه.
وأعلنت الشرطة السعودية أن رجلا يمنيا طعن الفنانين الثلاثة، وقد تم توقيفه. وبث التلفزيون الرسمي السعودي صورا للرجل وهو يقتحم خشبة المسرح في حديقة الملك عبدالله خلال عرض موسيقي لما بدا أنه فرقة أجنبية.
وقال متحدث باسم الشرطة أن الأجهزة الأمنية “تعاملت مع حالة اعتداء بالطعن على رجلين وامرأة من أعضاء فرقة مسرحية خلال تقديمهم عرضاً حيّاً لإحدى الفعاليات المقامة على مسرح حديقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحي الملز”.
وأضاف المتحدث أنه تم القاء القبض على المهاجم وتبيّن أنه “مقيم يحمل الجنسية اليمنية” ويبلغ من العمر 33 عاما، كما تم ضبط السكين المستخدم بحوزته.
وتمّ تقديم الرعاية الطبية للمصابين الذين تعرضوا لجروح سطحية، بحسب المتحدث الذي لم يحدّد جنسياتهم، أو دوافع مرتكب حادثة الطعن.
وحديقة الملك عبدالله هي من المواقع التي تستضيف فعاليات موسم الرياض التي تستمر لشهرين. وتشكل الفعاليات جزءا من حملة حكومية لفتح المملكة المتشددة أمام السياحة وتنويع اقتصادها الذي يعتمد على النفط.
ووضع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تجاوزات غير مسبوقة في السعودية سمح بموجبها بإقامة الحفلات الموسيقية وإعادة فتح دور السينما وسمح للمرأة بقيادة السيارة في إطار مشروعه لتحديث المملكة.
وفي عروض لم يكن من الممكن تخيل حدوثها قبل عامين فقط، استضافت السعودية حفلات لفنانين عالميين مثل فرقة “بي تي اس” الكورية الجنوبية ومغنية البوب جانيست جاكسون ومغني الراب فيفتي سنت.
ويحذر بعض المسؤولين السعوديين من أن إدخال مثل هذه الإصلاحات في مجتمع محافظ للغاية، ينطوي على مخاطر.
وتسبب الهجوم بصدمة لدى السعوديين، بينما ندد الكثيرون به واصفين إياه ب”الإرهابي”.
وكتب أحدهم في تغريدة على موقع “تويتر”، “كل محرض ضد الترفيه شريك بما يفعله أي متطرف”.
“مسار تصادمي”
وتثير بعض الإصلاحات غضب المحافظين المتشددين، لا سيّما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تراجع نفوذها في السنوات الأخيرة.
وكتب المحلل السعودي علي الشهابي على “تويتر”، “مخاطر هجوم من هذا النوع ضد إدخال الترفيه الشعبي مؤخرا، والذي كان يحرض عليه العديد من رجال الدين، هو سبب رئيسي لاتباع (الحكومة) سياسة عدم التسامح مطلقا تجاه الهجمات ضد التغيير والإصلاح”.
وفي وقت سابق هذا العام، أبلغ نشطاء حقوقيون عن توقيف رجل الدين السعودي عمر المقبل بعد انتقاده هيئة الترفيه لاستضافتها مثل هذه الحفلات الموسيقية، قائلا إنهم “يمحون الهوية الأصلية للمجتمع السعودي”.
ويقول الخبير في معهد البحوث للدراسات الأوروبية والأميركية كانتان دي بيمودان ومقره من اليونان، “الليبراليون والمحافظون في المملكة على مسار تصادمي، وهذا على الأرجح أشد ما يقلق المسؤولين السعوديين”.
ويضيف لوكالة فرانس برس “بعد هذا الهجوم يمكننا أن نتوقع حملة أكثر حدة ضد هؤلاء الذين يعارضون الدفع السعودي في مجال الترفيه”.
وتعرضت السعودية لانتقادات دولية بسبب قمع منتقديها، وبينهم رجال دين ونساء ناشطات.
وكانت المملكة تحت المجهر في ما يتعلق بحقوق الإنسان منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي العام الماضي على أيدي رجال محمد بن سلمان في اسطنبول.
ويشكل تطوير قطاعي السياحة والترفيه أحد أسس مشروع ولي العهد محمد بن سلمان “رؤية 2030” الرامي إلى تحضير أكبر اقتصاد عربي للتحرر من الاعتماد التام على الثروة النفطية.
وذكرت هيئة الترفيه السعودية أنها تخطط لتضخ 61 مليار دولار في هذا القطاع في العقود القادمة.
ويرى البعض في الإصلاحات محاولة لإسكات النقمة الشعبية على التراجع الاقتصادي وازدياد نسب البطالة في المملكة.
صحيفة الايام