المحامون في سنغافورة يعتمدون الذكاء الاصطناعي في العمل القانوني

 تتجه سنغافورة إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع القانوني، حيث أصبح المحامون هناك يعتمدون بشكل متزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم مهامهم اليومية. وضمن هذه الخطوة الكبيرة، أطلقت البلاد أداة Copilot الخاصة بـ Microsoft 365 لتكون جزءاً من المنصة القانونية التكنولوجية التي تم تطويرها بهدف تحسين العمليات القانونية.

منذ إطلاق المنصة عام 2022، ركزت على توفير أدوات متطورة للمحامين، تشمل تسهيل التعاون وتتبع المستندات والإجراءات القانونية. المنصة، التي تم تطويرها بالتعاون بين وزارة القانون والشريك التقني Lupl، تستهدف تسهيل العمل على الشركات القانونية الصغيرة والمتوسطة، كما توفر أدوات تكنولوجية حديثة لتسريع العمليات وتعزيز الدقة.

يعد Copilot الذكاء الاصطناعي التوليدي جزءاً رئيسياً من هذه المنصة، مما يسمح بأتمتة المهام الأساسية مثل صياغة المستندات وتتبع المواعيد النهائية، إلى جانب التواصل المباشر مع المحامين عبر واجهة لغة طبيعية. هذا التكامل يجعل سنغافورة من أولى الدول التي تقدم نظاماً خاصاً يتضمن تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع القانوني.

تمنح المنصة المحامين ميزة كبيرة في إدارة مشاريعهم القانونية، حيث يمكنهم متابعة التحديثات الفورية للمسائل القانونية، وتنظيم الفريق، والتفاعل مع العملاء بسرعة وكفاءة. رغم ذلك، يُشدد المسؤولون على أهمية الدور البشري في تقديم المشورة القانونية، حيث أشار وزير الثقافة والمجتمع والشباب إدوين تونج إلى أن المحامين المؤهلين وحدهم يمكنهم تقديم النصائح القانونية النهائية، محذراً من الاعتماد الكامل على التكنولوجيا.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت النتائج أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز كفاءة المحامين بنسبة 32%، ويزيد من دقة العمل القانوني بنسبة 20%. هذا يعكس أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء القانوني، دون التخلي عن الدور البشري الضروري لضمان التدقيق والمراجعة.

الشراكة بين أكاديمية سنغافورة للقانون ومايكروسوفت لتدريب المحامين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي تعزز كذلك هذه الجهود، حيث توفر لهم الموارد والدعم اللازمين لاستخدام التكنولوجيا بطرق فعالة وأخلاقية. يُتوقع أن تساهم هذه التطورات في إحداث قفزة نوعية في أداء القطاع القانوني، مع التطلع إلى المستقبل عبر نموذج GPT-Legal الذي سيبدأ العمل به قريباً.