الرئيسية / أخبار اليمن / كيف تهين السعودية مقاتليها بعد وقوعهم في الأسر؟!  (تقرير)

كيف تهين السعودية مقاتليها بعد وقوعهم في الأسر؟!  (تقرير)

كيف تهين السعودية مقاتليها بعد وقوعهم في الأسر؟!  (تقرير)

 

 

 

  • فري بوست- متابعات

بعقلية التاجر “البائر”، اكتفت السعودية بالصمت الرسمي على إعلان الحوثيين السيطرة على 3 ألوية عسكرية تابعة لها في نجران، بعتادها وأفرادها.

وفضلت الرد على استفسارات وكالات عالمية كرويترز، التي كانت تحاول فهم قصة “السقوط المريع”، لكن #الرياض الواقعة في “ورطة ثلاثية الأبعاد” كما يصفها مراقبون، فضلت نشر مقطع فيديو على حساب “محور كتاف” في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وقد تضمن المقطع صوراً لشباب يمنيين بسطاء يركضون في منطقة صحراوية، وإعلامي يدعى “العسيري”، يقوم بتصويرهم والتوعد بالعودة إلى #كتاف، و”رد الصاع صاعين”، ويتحدث عن معنويات من سماهم “أفراد اللواء 151 مشاة” وهو لواء آخر سلّم #مستشار_قائد_القوات_البرية_السعودية فهد بن تركي، إدارته لتوها إلى رداد الهاشمي، #قائد_لواء_الفتح أو بالأحرى اللواء “85 مشاة”، الذي اختفى فجأة، في أغسطس الماضي، وأعلن الحوثيون أنه واحد من الألوية التي سيطروا عليها في #جبهة_نجران.

كانت صور المجندين الجدد رثة، وتكشف أنهم جندوا من مناطق ريفية ومن مختلف المحافظات في الشمال والجنوب. ثمة من يرتدي معوزاً وشميزاً وآخر ثوباً، وثالث تبدو على كلامه اللهجة الشبوانية وآخر المهرية.

والمأساة الأكبر أن غالبية هؤلاء حفاة. الجميع يظهرون بدون أسلحة شخصية، في مؤشر على أنهم لم يتلقوا أية تدريبات، سوى الركض في البراري، وقد بدا عليهم التعب والإرهاق وقلة الغذاء. ذلك اللواء استحدث قبل عامين في نجران، في إطار ما أطلقت عليه السعودية #محور_كتاف، ورقّت الهاشمي، الذي دفع بآلاف الشباب إلى #مستنقعات_الموت على الحدود، ليصبح قائده.

لم يكن الهاشمي عسكرياً يوماً، وليس لديه خبرة قتالية، فهو سلفي درس في مركز دماج، وحتى انتقاله إلى نجران ضمن عشرات المقاتلين المنخرطين في صفوف السعودية كان تاجر يفتح بقالات في المعسكرات لبيع الغذاء للمجندين، الذين تقطعت بهم السبل.

قبل عامين لم يكن الهاشمي سوى سمسار، وواحد من مئات الناشطين في مجال استقطاب الشباب اليمنيين، إلى جبهات القتال على #الحدود_السعودية مقابل 5 آلاف ريال سعودي على كل “رأس “.

تعيين الهاشمي قائداً لمحور كتاف تزامن مع تعيين ياسر مجلي قائداً لمحور صعدة، وجميعها كانت مؤشرا على توجه سعودي جديد بإنهاء سطوة الإصلاح، على المجندين الذين يخضعون لقيادة #علي_محسن ويتهمون باستنزاف التحالف.

نزعة الهاشمي انتقامية بحتة، وربما وجد السعوديون هذا الحافز لتعيينه قائداً عسكرياً، فكل همه – كما يقول الإصلاحيون – استعادة مدرسته في دماج، وإن تجاهلوا الحقيقة المرة أن زجه بأفراد لواء الفتح دفعة واحدة كان بمزحة من علي محسن، الذي زاره قبل السقوط بأيام وطالبه بـ”فرد أجنحته”، كما قال أحد أفراد هذا اللواء في لقاء مع قناة “يمن شباب”، المحسوبة على “الإخوان”، وهو بذلك يحاول إلقاء اللوم على الهاشمي بأنه لم يستمع لنصيحة محسن بنشر قواته في الميمنة والميسرة.

بالنسبة للسعوديين؛ ثمة قناعة تامة بوقوف “الإخوان” خلف السقوط الأخير لقواتهم على الحدود، يبرز ذلك في حسابات #الاستخبارات_السعودية التي صعّدت ضد محسن، وطالبت بإقالته تزامناً مع طرد قائد #القوات_السعودية في #منطقة_شرورة لمندوبي #قوات_هادي في العمليات المشتركة، والغارات التي استهدفت مؤخراً قواتهم على تخوم #عدن بالتزامن مع اختفاء اللواء، لكن وبغض النظر عمن يتحمل اللوم، وهم بالتأكيد جميعاً مشاركون في الجريمة، فإن نشر المقطع سالف الذكر، في هذا التوقيت، يبقى رسالة سعودية بأنها تعاني من تخمة مقاتلين، وهي بكل تأكيد إهانة لكل من يقاتلون في صفوفها، خصوصاً وأن المحور ذاته في تغريدات على الصفحة نفسها نشر أرقام تلفونات للإبلاغ عن مفقودين، بعد نشره تغريدة أخرى يتحدث فيها عن إلغائه معلومات سابقة جمعتها لجنة خاصة، بشأن أفراد اللواء، الذين لم يعرف مصير غالبيتهم إلا بعد إعلان الحوثيين، “كونها وهمية ووصلت عبر صفحات “الفيسبوك”، وهذا بحد ذاته إهانة للمقاتلين، وحتى لمن ضحوا في سبيل دولة لا تنظر لليمنيين إلا كما اعتاد منظروها تسميتها بـ”حديقة خلفية”، لكن وقد جوعت سكان هذا البلد على مدى 5 سنوات بالحصار والحرب؛ فإن ثمة من لا يزال يدفع بنفسه أو أقاربه في جحيم مقابل مبلغ لا يكفي لتأمين احتياجات أسرته من الطعام، يؤكد ذلك استمرار عملية الاستقطاب في صفوف البسطاء بالمحافظات الجنوبية، والجنوبية الغربية، وصولاً إلى الوسط، رغم أنين الكثير من الأسر واختفاء المئات من الشباب، بدون مصير يذكر، عدا أنهم ذهبوا ولم يعودوا، ولم تُبلّغ أسرهم حتى بموتهم.

وكالة عدن الإخبارية