الرئيسية / أخبار الخليج / ترامب في مرمى الكونغرس بعد طلبه “خدمة” محرّمة من رئيس أوكرانيا .. فهل سينجو ؟ وما تفاصيل تلك الفضيحة ؟

ترامب في مرمى الكونغرس بعد طلبه “خدمة” محرّمة من رئيس أوكرانيا .. فهل سينجو ؟ وما تفاصيل تلك الفضيحة ؟

تفاصيل فضيحة ترامب ورئيس أوكرانيا

 

10:38:46 PM

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فضيحة جديدة بعد الكشف عن محاولته الضغط على الرئيس الأوكراني لإجراء تحقيق بشأن جو بايدن، نائب الرئيس السابق والمرشح في الانتخابات المقبلة.

 

وقال ترامب إنه “يتمنى” أن يكون هناك إمكانية لنشر مضمون مكالمته مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

واضاف ترمب “انه عندما يتحدث رئيس إلى رئيس بلد آخر، عليه أن يكون قادراً على التكلم مع هؤلاء الناس، وهم لا يريدون أن يعرفوا أنه يجري تسجيل المكالمة”.

موضحاً انه “لا يمكننا أن نفعل ذلك برئيس دولة أخرى، مع ذلك، لقد كان حديثنا جيدا، وصريحاً جداً، وشفافاً جداً. أتمنى أن يتمكنوا من نشره”.

 

كيف حدثت الامور ؟

في شهر أغسطس/آب الماضي عبّر مسؤول في المخابرات الأمريكية عن قلقه الشديد بشأن مكالمة أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع الرئيس الأوكراني الجديد فولوديمير زيلينسكي في 25 يوليو / تموز، بحسب صحيفة واشنطن بوست.

المسؤول في المخابرات الأمريكية اعتبر أن ما قاله ترمب “مثير للقلق”، مما دفعه للتوجه إلى مسؤول التفتيش العام في أجهزة المخابرات الأمريكية.

لكن البيت الأبيض رفض الإفراج عن شكوى المسؤول للكونغرس.

 

من جانبه دعا ترمب إلى إجراء تحقيق مع نائب الرئيس السابق جو بايدن بشأن أعمال نجله هانتر التجارية في أوكرانيا.

 

 

كيف تمت الشكوى ؟

 

مسؤول في أحد أجهزة المخابرات الأمريكية، أبلغ عما اعتبره شيئا “مثيرا للقلق” بشأن “اتصالات سرية يحتمل أن يكون قد قام بها أشخاص خارج وكالات الاستخبارات”.

تقدم المسؤول بشكوى في شهر أغسطس الماضي إلى مايكل أتكينسون، المفتش العام لأجهزة المخابرات الأمريكية.

وحتى الان مازالت محتويات الشكوى سرية، لكن تقارير كشفت أن الشكوى استندت إلى سلسلة من الأحداث، كان أحدها اتصالا جرى يوم 25 يوليو/تموز بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقد رفض ترمب الإفصاح عن تفاصيل الاتصال حينها وقال: “لدي محادثات مع العديد من القادة”. “لا يهم ما ناقشته”.

فضيحة ترامب مع اوكرانيا
U.S. President Donald Trump delivers his second State of the Union address, with House Speaker Nancy Pelosi (D-CA), sitting behind him, to a joint session of Congress at the U.S. Capitol in Washington, D.C., on Tuesday, Feb. 5, 2019. (Photo by Cheriss May/NurPhoto via Getty Images)

ما موقف الديمقراطيين؟

أكدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إنه إذا نُشرت تفاصيل الشكوى، فسوف يواجه ترمب “تداعيات خطيرة”، مضيفة انه ستكون للأمة “مخاوف جدية وعاجلة على أمننا القومي”.

وكانت بيلوسي قاومت ضغوطا من أعضاء بمجلس النواب للبدء في إجراءات مساءلة ترمب وعزله بسبب صلاته بروسيا.

 

خط اللاعودة ..!!

 

أمس الاول “الأحد”، قال النائب الديمقراطي آدم شيف، رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب، لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: “ربما نكون قد عبرنا خط اللاعودة” فيما يتعلق بمساءلة ترمب وعزله.

شيف قال إن التحقيق إذا أظهر أن الرئيس ترمب ضغط على نظيره الأوكراني للتحقيق بشأن جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق، فستكون مساءلة ترمب هي الخيار الوحيد المطروح.

شيف أضاف في المقابلة: “إذا كان الرئيس يحجب المساعدات العسكرية في نفس الوقت الذي يضغط فيه على زعيم أجنبي للقيام بشيء غير مشروع لتلويث منافسه أثناء حملة انتخابية فإن تلك (المساءلة) قد تكون العلاج الوحيد الذي يعادل الشر الذي يمثله هذا الفعل”.

 

ما علاقة القضية بأوكرانيا ؟

كان بايدن نائبا للرئيس السابق باراك أوباما، وكان له بعض التأثير على السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، وكان ابنه هنتر في ذلك الوقت عضوا في مجلس إدارة شركة طاقة يملكها رجل أعمال أوكراني.

طالب ترمب بمزيد من التدقيق في تلك الفترة، ويتحدث عن وجود فساد في الأعمال التجارية والحكومية لعائلة بايدن دون أن يقدم أدلة على ارتكاب أي مخالفات.

واصر ترمب على تلك الاتهامات حتى بعد الكشف عن شكوى مسؤول المخابرات.

 

ماهي المشكلة ؟

لفهم هذه القضية يمكننا ان نتسأل: هل ضغط ترمب على زيلينسكي شخصيًا للتحقيق مع عائلة بايدن خلال اتصاله معه أو في أوقات أخرى ؟

وإذا كان هذا قد حدث بالفعل فهل يشكل طلبه أو قبوله مثل هذه المساعدة من زعيم أجنبي في حملته لإعادة انتخابه، إساءة لاستخدام السلطة الرئاسية أم لا ؟

وهل هذا تكرار لمسلسل التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية؟

ويبدو ان هناك بعض أوجه التشابه بين هذه القضية وقضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، التي حقق فيها المحقق الخاص روبرت مولر.

حيث أكد تقرير مولر أنه من غير القانوني أن تقبل حملة سياسية “شيئا ذي قيمة” من حكومة أجنبية.

يمكن القول إن إجراء تحقيق من جانب حكومة أجنبية بهدف إلحاق الأذى بمعارض سياسي سيكون أمرا ذا قيمة، ويمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لرئيس أمريكي.

في المقابل يمكن القول إن الأمر ليس كذلك، فقد كانت لدى إدارة ترمب شكاوى طويلة الأمد بشأن الفساد في أوكرانيا وأن المطالبة بالتحقيق في الفساد، ولو ظاهريا، يختلف عن التواطؤ المحتمل بين موسكو وحملة ترمب وهو الذي حقق فيه مولر.

لكن الأمر المستغرب أن الضغط من أجل إجراء تحقيق في أوكرانيا بشأن عائلة بايدن لم تعلن عنه الحكومة أو حملة ترمب، بل أعلن عنه رودي جولياني، محامي ترمب الشخصي، حيث يعمل جولياني منذ أشهر لدفع القيادة الأوكرانية إلى التحقيق بشأن أسرة بايدن.

 

ماذا فعل جولياني؟

في شهر مايو/أيار ألغى جولياني خطط سفره إلى أوكرانيا لدفع السلطات هناك إلى التحقيق مع بايدن مباشرة، بعد كشف الأنباء عن رحلته إلى كييف، لكنه واصل الحديث مع الأوكرانيين حول هذه القضية.

في ذلك الوقت كتب جولياني على حسابه على تويتر: “اشرحوا لي لماذا لا ينبغي التحقيق مع بايدن إذا كان ابنه قد حصل على الملايين من حكومة الأقلية الفاسدة المقربة من روسيا في أوكرانيا، عندما كان نائبا للرئيس والرجل المسؤول عن ملف أوكرانيا”.

سعى ترمب إلى دعم جهود جولياني عندما صرح لقناة فوكس نيوز قائلا: “أسمع أنها فضيحة كبرى، مشكلة كبيرة”.

شبكة” سي إن إن” الأمريكية سألت جولياني يوم الخميس عما إذا كان قد ضغط على الزعماء الأوكرانيين للتحقيق في قضية بايدن فأجاب: “بالطبع فعلت” لكنه عاد بعد ثوانٍ ليقول: “لا. في الواقع لم أفعل”.

 

أين وصلت شكوى مسؤول المخابرات؟

مازالت الشكوى طي الكتمان حتى الآن لم يظهر منها سوى قدر ضئيل من المعلومات بسبب رفض الإدارة كشف الأمر للكونغرس.

تلقى المفتش العام للمخابرات مايكل أتكينسون الشكوى في 12 أغسطس/آب، وقام بمراجعتها حيث وجدها ذات مصداقية وعاجلة، وأحالها بعد أسبوعين إلى جوزيف ماغواير، القائم بأعمال مدير المخابرات الوطنية.

قرر مكتب ماغواير أن الشكوى تقع خارج اختصاص المخابرات الوطنية وليست عاجلة، وأبلغ الكونغرس في 9 سبتمبر/أيلول بالأمر دون أن يكشف للكونغرس عن الشكوى.

قال أتكينسون إن الكشف عن محتوى الشكوى سيمثل تجاوزا للإجراءات المتبعة.

تشكك الديمقراطيون في مجلس النواب في أن ترمب كان هو موضوع الشكوى، وسرعان ما تبعه استدعاء أتكينسون للإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب.

مثل أتكينسون للشهادة في جلسة مغلقة أمام لجنة المخابرات بمجلس النواب يوم الخميس، لكنه رفض، بموجب أوامر الإدارة، إبلاغ المشرعين بمضمون الشكوى.

وافق ماغواير على الإدلاء بشهادة علنية في 26 سبتمبر/أيلول، ومن المتوقع أن يتحدث الاثنان إلى لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأسبوع المقبل.

 

ما الذي ورد في المكالمة ؟؟

نشرت إدارة البيت الأبيض، اليوم الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول، نص المكالمة مع رئيس أوكرانيا، التي قد تتسبب في عزل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

 

وتؤكد المكالمة، التي نشر البيت الأبيض نصها بصورة كاملة، أن ترامب طالب رئيس أوكرانيا بما وصفها بـ”الخدمة” في القضية المرتبطة بنائب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن.

 

ونشر البيت الأبيض نص المحادثة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي وعد ترامب بنشرها على الملآ، والتي قال إنه بريء فيها من الاتهامات الموجهة له من الكونغرس الأمريكي، والتي قد تتسبب في عزله.

 

وأظهرت نص المحادثة، قول ترامب لزيلينسكي إنه يطلب منه “خدمة” بالتحدث مع محاميه رودي جولياني والمدعي العام ويليام بار، من أجل فتح التحقيق مجددا في قضية الفساد المتورط فيها نجل جو بايدن.

 

ولم يظهر في المحادثة تهديد ترامب للرئيس الأوكراني، بشكل واضح بإيقاف الدعم الأمريكي، في حال رفض إجراء التحقيق، ولكن تضمنت المكالمة تلميحه إلى ضعف الدعم الأوروبي إلى كييف.

 

ورد الرئيس الأوكراني على طلبات ترامب، بأنه سينظر في الأمر ويدرس إمكانية فتح التحقيق مجددا.

 

كما تضمنت أيضا إقرار رئيس أوكرانيا بأنه على استعداد دوما لشراء أسلحة جديدة لغرض الدفاع.

 

وقال ترامب في المكالمة التي نشر نصها: “أؤكد لك أننا سنفعل الكثير من أجل أوكرانيا، وسننفق الكثير، وسنبذل الكثير من الجهد والكثير من الوقت، أكثر بكثير مما تقدمه الدول الأوروبية، فنحن نعلم مثلا أن ألمانيا لا تقدم الكثير، وكل ما يقدمونه الكلمات فقط، وأعتقد أن هذا شيئا ينبغي أن تسألها عليه حقا”.

 

وتابع “تحدثت مع أنجيلا ميركل بشأن أوكرانيا، لكنها لا تقدم أي شيء، ونحن نقدم الكثير، لكني لن أقول لك أنه ينبغي أن تبادل ذلك الأمر بالضرورة لأنه من الضروري بالنسبة للولايات المتحدة أن ترى أوكرانيا جيدة”.

 

ثم استطرد الرئيس الأمريكي: “لكني أطلب منك معروفا، لأن بلدنا مر بالكثير وأوكرانيا تعلم ذلك، فنحن نعلم أن هناك واحد من الناس لديكم سرق أموالكم الخاصة”.

 

وأردف “أتمنى أن تتواصل مع المدعي العام (ويليام) بار أو يتواصل مع أحد من رجالك، أود أن تطلعه على طبيعة تلك القضية بالكامل، لأني أريدك أن تعلم كل السياسات السابقة انتهت بالكامل، بعدما تخلصنا من هذا الرجل الضعيف الذي يطلق عليه روبرت مولر (المدعي العام الأمريكي السابق)، وأعتقد أن هذا سيكون جيدا بالنسبة لأوكرانيا لو تمكنت من التواصل معه”.

 

واستمر “سمعت أن التحقيق تم إغلاقه، وهذا أمر غير عادل حقا، وأعتقد أنه لا يزال هناك أناس متورطين في تلك القضية، ويمكنك التواصل مع السيد جولياني، فهو رجل محترم للغاية، فيمكنك التواصل مع رودي والحديث معه عن ملابسات القضية فهو رجل جيد جدا ولديه قدرات بارعة”.

 

وقال ترامب: “سمعت الكثير من الأحاديث عن ابن جو بايدن، وأن بايدن هو من أوقف تلك القضية، لذلك فأي شيء بالنسبة لهذا الصدد سيكون جيدا أن تقدمه إلى المدعي العام”.

 

وأضاف “بايدن يتفاخر بأنه هو من أوقف الملاحقة القانونية في تلك القضية، ويمكنك أن تنظر في تلك التصريحات، أعتقد أنها أمر فظيع بالنسبة لي”.

 

واستطرد “لذلك ينبغي أن نركز على بعض الأشياء، تواصل مع جولياني والمدعي العام، وأنا متأكد أنه سيكون هناك الكثير في تلك القضية بعد التخلص من المدعي العام السابق السيء، أما بالنسبة للاقتصاد فأعتقد أنه سيكون أفضل وأفضل بيننا، فلدينا الكثير لنقدمه لهذا البلد العظيم ولأصدقائنا الأوكرانيين”.

 

مجلس النواب الامريكي يبدأ التحقيق

يذكر أنه أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي،، أن المجلس سيبدأ تحقيقا رسميا بشأن مساءلة الرئيس دونالد ترامب تمهيدا لعزله.

 

وقالت بيلوسي في نداء خاص: “أعلن اليوم، بأن مجلس النواب سيبدأ تحقيقًا رسميا في إطار مساءلة الرئيس وعزله”.

رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي
رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي

وتابعت: “تصرفات الرئيس الأمريكي تظهر أنه “خان منصب الرئيس، الأمن القومي، وسلامة انتخاباتنا”.

 

وسيبحث المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون إن كان ترامب التمس مساعدة أوكرانيا لتشويه سمعة جو بايدن، نائب الرئيس السابق والمرشح الأوفر حظا لنيل ترشيح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة لعام 2020.

 

وطالب جو بايدن، في وقت سابق، بالتحقيق في تقارير أفادت بأن الرئيس دونالد ترامب ضغط على نظيره الأوكراني للتحقيق مع بايدن ونجله.

 

ويمثل اتصال ترامب الهاتفي بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 25 يوليو / تموز محور أزمة متصاعدة حول شكوى سرية ضد تعاملات ترامب مع أوكرانيا.

 

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” وغيرها من وسائل إعلام، ذكرت يوم الجمعة الماضي، أن ترامب ضغط على زيلينسكي أكثر من مرة للتحقيق في اتهامات لا أساس لها بأن بايدن، حين كان نائبا للرئيس، هدد بوقف المساعدات الأمريكية لأوكرانيا إذا لم يتم صرف أحد مسؤولي الادعاء من الخدمة. وكان المدعي يحقق آنذاك في قضية تخص شركة غاز على صلة بابن بايدن.

 

وقالت الصحيفة إن ترامب حث زيلينسكي خلال المحادثة الهاتفية على العمل مع رودي جولياني، محامي ترامب الشخصي، لفتح تحقيق في القضية.

 

وأقر ترامب بأنه هدد بوقف المساعدات إذا لم يتم فصل مسؤول الادعاء، لكن هذا المطلب كان مشتركا بين الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وعدد من المؤسسات الدولية الأخرى لمزاعم بأنه لم ينجح في تعقب وقائع فساد كبرى.

 

المصدر : الغارديان وكالات

لمزيد من التفاصيل اضغط  هنا 

لمتابعة صفحتنا على فيسبوك اضغط هنا

ولمتابعتنا على تويتر يمكنك الانطلاف من هنا