الرئيسية / أخبار اليمن / قناة الميادين تكشف المزيد من الحقائق السرية عن التنسيق القائم بين الحوثيين وجماعة الإخوان ومن هو رجل المهمة؟

قناة الميادين تكشف المزيد من الحقائق السرية عن التنسيق القائم بين الحوثيين وجماعة الإخوان ومن هو رجل المهمة؟

 

قناة الميادين تكشف المزيد من الحقائق السرية عن التنسيق القائم بين الحوثيين وجماعة الإخوان ومن هو رجل المهمة؟

 

فري بوست // متابعات //

طار حميد الأحمر إلى لبنان كغراب يطارد جيف الحوثي عبر بوابة حزب الله وبتنسيق من إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، والتقى قيادات الحزب وقيادات حوثية، هذا ما أكده الإعلامي سامي كليب، المقرب من حسن نصر الله والقريب من حميد الأحمر، حيث زاره في صنعاء أيام نفوذ حميد وآل الأحمر وجبروتهم منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وتوالت بعد ذلك مقابلات سامي المتلفزة مع حميد لقناة الجزيرة أثناء عمله بها ثم لبرامج في قناة الميادين بعد انتقال سامي كليب إليها.

 

حميد المتحول

مؤخراً في حلقة لقناة الميادين قال سامي كليب ما نصه: “كان حميد الأحمر هنا في لبنان منذ أيام والتقى قيادات من حزب الله وقيادات من الحوثيين”. وهو ما أكده السياسي السعودي الشيعي المعارض فؤاد إبراهيم المقرب من الحزب ونصر الله في نفس الحلقة.

نشرت الخبر منذ فتر على صفحتي في الفيسبوك فتسابق ذباب الإصلاح على نفي الخبر والتأكيد أن ذلك لم يرد في قناة الميادين مطلقاً.

كما أن صديقاً برلمانياً أخبرني أن أحدهم سأل حميد الأحمر عن حقيقة اللقاء، وكان رده أن قناة الميادين لم تنشر ذلك عبر أحد إعلامييها إطلاقاً، وأنني شخصياً “مفترٍ عليه”. فسأله ثانية: لكن هل اللقاء تم في بيروت؟ لكن حميد تنصل من الرد مؤكداً أن الميادين لم تتحدث بذلك من قريب أو بعيد، لكنه لم ينفِ اللقاء. وكان رد حميد على السائل: لو كان صحيحًا لماذا لم ينشر الفيديو مع الخبر؟

في الحقيقة سؤال حميد وجيه، وردي، باختصار، أنني فضَّلت تأخير الفيديو إلى حين كتابة هذا المقال ومحاولة كشف بعض ما تسرب عن اللقاء وغيره من اللقاءات التي تتابعت في تركيا، وسوف أنشر الفيديو في صفحتي تزامناً مع نشر الموقع للمقال كي تتضح الصورة.

 

فيمَ ينسقون؟

مجالات التنسيق الحوثي الإخواني كثيرة، لكن إيفاد حميد كي يكون ممثلاً لهذا التنسيق دليل بأن التكامل يجري على أعلى المستويات ولمعظم القضايا برعاية قطرية سابقاً وبتنسيق حالي من إسماعيل هنية، فهو من هندس اللقاء بين حميد وقيادات الحوثي وحزب الله.

 

لماذا حميد بالذات؟

قبل الخوض في بعض ما تسرب عن اللقاء وتفاصيل الصفقة أو الكارثة، يحضر السؤال: لماذا اختار اليدومي وجماعة الإخوان حميد الأحمر للقيام بهذه المهمة دون غيره؟ ويمكن إيجاز ذلك في خمسة أسباب رئيسية:

 

▪ السبب الأول:

طبيعة سيكولوجية حميد الذي تدفعه طموحاته لأي مغامرة في سبيل تحقيق طموحاته السياسية الكبيرة في ظل إمكانيات قيادية ومعرفية هزيلة.

يبحث حميد عن موقعه في كل المواقع الحزبية والسياسية والتجارية والعلاقات الدولية ويحاكي الملياردير الإخواني الشهير يوسف ندى الذي لعب أدوراً في المواقف الإخوانية الملتبسة في صعيد العلاقات الخارجية، ولا ننسى أن يوسف ندى هو من كشف عن طموح الإخوان القديم لسيطرتهم على نفط شبوة، في مقابلة لقناة الجزيرة، وحميد مهووس بشخصية يوسف ندى ويعتبره مثله الأعلى.

 

▪ السبب الثاني:

تشتت الجسد التنظيمي للإخوان في اليمن وقيادتهم في أكثر من دولة أتاح الفرصة لصعود شخصيات تجارية أصبحت تقبض على مسار الحزب وشيء من قرار الجماعة خارجياً وداخلياً، وكان حميد والعيسي أبرز هؤلاء.

 

▪ السبب الثالث:

التنوع الحربائي، فحميد الشيخ على اعتبار المرجعية المعلنة، الإخواني على سبيل الانتماء الأيديولوجي، المزود بتكتيك الفهلوة، البارع والشاطر في الفساد عبر خلطة التجارة والسياسة والقبيلة والدين، القادر على التكيف السريع مع متغيرات الحال والأحوال، الماهر حربائياً في السياسة، المتبرجز على مستوى السلوك، والذي لديه سابق عهد في ركوب الموجات والسطو على الثورات واللعب على كل الحبال؛ لا شك أنه بكل تلك الصفات يستطيع أن يقوم بهذه المهمة أو “هو لها” بتعبير الإخوان.

 

▪ السبب الرابع:

قدرة حميد على الدفاع عن نفسه إذا انكشف أمر التنسيق الإخواني وقدرة الإخوان على التنصل دون عقاب من التحالف بحجة أنه تصرف شخصي لا يمثل الحزب، كما يتنصلون من توكل كرمان وغيرها تحت اسم المنفلتين في الحزب.

تلك أربعة أسباب لفهم اختيار الإخوان لحميد للحوار الخارجي مع حزب الله وإيران والحوثي بعد ذلك.

 

ماذا بقي من حميد الأحمر الأمس لحميد الأخضر اليوم؟

في الأمس القريب يتذكر الجميع لقاءه الشهير في قناة الجزيرة مع أحمد منصور، كان حميد يرعد ويزبد ويتحدى موهماً الجميع أن حركة فبراير 2011 في اليمن من صنيعته، كان صوته مرتفعاً وحاداً، حينها استغرب المحاور قدرة حميد العودة إلى صنعاء سالماً بعد كل تلك الفجاجة.

يومها استحضر حميد موروث القبيلة واستعرض بقوتها ورد قائلاً: “إن من كان أبوه عبدالله الأحمر وشيخه صادق وقبيلته حاشد يستطيع أن يتحدث بما يشاء ويعود إلى اليمن، حيث سيكون في استقبالي خمسة أو أربعة آلاف مقاتل من حاشد في مطار صنعاء”.

لكن تلك المجاميع التي تحدث عنها حميد وذلك الشيخ صادق وتلك القبيلة تبخرت مع الانقلاب الحوثي وظهر حميد وإخوانه كخراتيت سياسة تبخروا جميعا وأصبحت حاشد قبيلة ملح ذاب، وتهاوى الجبروت المزعوم وذهبت أحلام حميد أدراجها وأغلق تاريخه وتاريخ والده وظهر عاريا منكشفا رخوا ومائعا ورجراجا ومقرفا واحتمى أخوه الشيخ الكبير ببعض نسوة من القواعد على رأسهن كانت رشيدة القيلي ذهبن للتضامن مع الشيخ وضربن حوله طوقا في إشارة لمنحه سياجا من الأمان. والصورة منشورة وشهيرة في استدعاء مهين لموروث قبلي وهو العيب الأسود في الاعتداء على النساء.

 

الحديث عن حميد ذو شجون

مخزون الذاكرة عن حميد والحديث عنه ذو شجون، فله في كل وادٍ فضيحة، وله لكل فضيحة تبرير أفضح منها، وما حديث الصندقة ببعيد.

ففي لقاء تلفزيوني سأله المذيع من أين لك هذا الثراء؟ قال حميد إنه كان له صندقة في حوش منزلهم يبتاع بها الحلوى وهي مصدر ثروته التي تنامت بفضل دعوات الوالدين. وتلك مسألة أخرى لكنها مثال بسيط للبلاهة والاستخفاف بعقول الشعب الذي يعرف فساد حميد وأسرته كابراً عن كابر.. لكن لندع حميد الأمس ماذا عن المتحول اليوم.

 

ماذا عن حميد اليوم؟

ظل حميد الأحمر سابقاً الأخضر اليوم واخوته يناورون من موقعين مختلفين: الشرعية والانقلاب، وأخذ كل منهم دوراً ثم قدروا بعد طول انتظار توثيق الصلة بإيران عبر استجداء إسماعيل هنية أن يكون وسيطا ودعما، والرجل مقرب من إيران وأحد أدواتها، وبينه وبين السيد اليدومي رفقة وبيعة “وبيع” وتنظيم دولي جامع، وبينه وبين حميد شيء من ذلك أو أقل قليلاً.. لذا قام إسماعيل بالمهمة وكان ما كان، تقول المصادر إن لقاء حميد في لبنان لم يكن الأول أو الأخير، فقد لحقته لقاءات مماثلة في اسطنبول بين قيادات حزب الله وإخوان اليمن.. باختصار، فإن آل الأحمر أصبحوا من آل الأخضر، أو هم بين لونين وقاب قوسين.

 

ماذا عن تفاصيل الصفقة؟

بحسب بعض المصادر، تم الاتفاق بين طرفي اللقاء على ترسيم وتطبيع الأوضاع في ثلاث محافظات، هي: مأرب والجوف وتعز، على النحو الآتي:

 

  • أولاً: تنازل الإخوان عن محافظة الجوف التي تملك أكبر شريط حدودي مع السعودية والمحافظة الغنية تحت صحرائها بالموارد النفطية والتي عليها عين إيران وربما بمساعدة صينية لاحقاً يتم الاستخراج والتنقيب لتلك الثروات إذا استتب الأمر فيها للحوثيين تماماً، وهو ما يلاحظ حتى اللحظة بالمقابل إبقاء مناطق نفط مارب للإخوان واستقرار الجبهات على وضع محدود من المناورات.
  • ثانياً: إبقاء وضع تعز على ما هو عليه مطربلاً وتناصف جغرافيتها بين الجماعتين.
  • ثالثاً:يلتزم الإخوان عدم مواجهة أي تحرك حوثي جنوباً وتقديم تسهيلات لوجستية إلى الحوثي في استعادة محافظة شبوة، وتسهيل مهمة الحوثي للتواجد في بعض محافظات الجنوب على قاعدة أو ذريعة حماية الوحدة بحسب الاتفاق.

تلك النقاط الثلاث هي أبرز نقاط الاتفاق، وهي تفسر كيف ظلت شبوة في يد الحوثي فترة سيطرة حزب الإصلاح عليها ثم تحريرها سريعاً في أسبوع على يد العمالقة عندما أزيح محافظهم بن عديو وأزيحت قواتهم عنها.

وإذا ما أضفنا أن انسحاب الإصلاح من محافظة الجوف لصالح الحوثيين تتضح الصورة تماماً، فهل من لمعقول أن محافظة بحجم الجوف تقارب مساحتها أربعين ألف كيلومتر وهي أكبر محافظة شمالا يأخذها الحوثي في ثلاث عشرة ساعة أفلا يثير ذلك الدهشة والعجب ويؤكد عملية الانسحاب والتسليم والاستلام السريعة، ربما على القارئ أو المتابع العودة إلى يوم تتبع أخبار سقوط الجوف المفاجئ والسريع ليعيد فهم المشهد.

كان سقوط الجوف الأسرع والأعجب وأحيط بسرية، وما كدنا نعرف تفاصيله إلا من بعض من كانوا هناك من الشباب، ولو تم مواجهة قوات الحوثي بالحجارة لكانت كافية في تأخير قوات الحوثي شهرين إلى شهر على أقل تقدير في ظل تلك المساحة الجغرافية التي توازي مساحة خمس دول عربية هي الكويت ولبنان وجزر القمر والبحرين وقطر مجتمعة.

 

أسئلة مشروعة

ليست البراغماتية الإخوانية والنفعية سلوكاً مستغرباً عنهم، لكن ما يثير الاستغراب ويبعث على التساؤل هو قدرتهم على عقد كل هذه الصفقات في ذات الوقت الذي يمارسون “حلب” التحالف العربي مالا وسلاحا والسيطرة على دواليب الشرعية وتصدر مؤسسات الدولة.

ما هو الثمن الذي يقدمه الإخوان لحزب الله ومن خلفه إيران من خلال فضاءات الشرعية والجيش تحديداً الذي يقبضون على معظم وحداته؟ وما حجم التنسيق العسكري والاستخباراتي في بعض الجبهات؟

تلك أسئلة مشروعة تستدعي الشك في كل قيادات الإخوان السياسية منها والعسكرية والإدارية التي تضرب الشرعية تحت الحزام وتقضي عليها من الداخل.

 

ختاماً

التخادم والتنسيق الحوثي الإخواني برعاية حماس وحزب الله ودعم إيراني قطري كثر الحديث عنه وكان موضع إنكار من حزب الإصلاح، لكن لقاء حميد الأحمر أصبح الدليل الأهم أو سيد الأدلة، لذلك أحيطت الزيارة بالسرية التي نجحت لبعض الوقت ثم تكشف شيء عنها، والزيارة مثال شرود للبراجماتية الإخوانية المعتادة، وبمعنى أدق الانتهازية في تجلياتها العليا.

لكن ما يهمنا ليس زيارة حميد إنما فهم الاستراتيجية الإخوانية من خلال الزيارة التي هي بمثابة رأس جبل الجليد الظاهر وما خفي وطمر أعظم، ولذلك فإن تتبع مسارات دهاليز الإخوان والتفاصيل الصغيرة وتجميعها هو السبيل الوحيد لفهم الصورة الكاملة لفهم الاستراتيجية الإخوانية على وجه العموم، وهي مهمة شاقة تحتاج إلى جمع بعض خيوط متناثرة وتتبع مسارات الإعلام الإخواني واستقصاء بعض المعلومات المؤكدة وتتبع بعض التسريبات ودراسة الوقائع على الأرض وغير ذلك الكثير حتى تتكون ملامح الاستراتيجية الإخوانية في كل مرحلة وفي كل قضية، وهو ما نحاول جاهدين في فهمه أو فك طلاسمه وشفراته وأحاجيه ثم الكتابة عنه وكشفه من خلال مقاربة مسنودة بالأدلة.

 

عبدالستار سيف الشميري ـ صحيفة الأمناء