وصفت جامعة الدول العربية، أمس، قرار الخارجية الأميركية بحذف اسم الأراضي الفلسطينية المحتلة أو السلطة الفلسطينية من قائمة تعريف المناطق في الشرق الأوسط بأنه «إجراء عدائي»، فيما أكد مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، أمس، أن الاعتداءات الإسرائيلية تقوض أي فرصة للسلام الحقيقي في المنطقة، بينما أكد لبنان أنه يتواصل مع «أطراف مؤثرة» لتفادي التصعيد من إسرائيل.
وتفصيلاً، أعلنت الجامعة العربية رفضها بشكل قاطع لهذا الإجراء الأميركي، والتصدي له بالمحافل الدولية كافة، بدءاً من قرار واشنطن الخاص بالقدس إلى محاولات تقويض الأونروا وأسس عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية.
وقال الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، سعيد أبوعلي، إن هذا القرار ترفضه أيضاً الأغلبية الساحقة من دول العالم التي عبرت عن دعمها للحقوق الفلسطينية وتمسكها بمبادئ القانون والشرعية الدولية.
وأشار إلى موقف هذه الأغلبية الدولية المعترف بالدولة الفلسطينية وإقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة معها، انطلاقاً من حرصها على مبادئ القانون والعدالة وعلى تحقيق حل الدولتين والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط، الذي تقوضه الإدارة الأميركية بهذه الإجراءات العدائية.
وأضاف: «هذه الإجراءات الأميركية لن يكون لها أي أثر واقعي أو قانوني بقدر ما تعيد تأكيد الانحياز المطلق للمواقف والسياسات الإسرائيلية المعادية لوجود وحقوق الشعب الفلسطيني، ومتطلبات تحقيق السلام العادل مدخل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
وأكد أبوعلي أن هذا الإجراء الأميركي الجديد سيضاف إلى سلسلة الإجراءات السابقة المعزولة والمرفوضة عربياً ودولياً، موضحاً أنه لن يؤثر في عزيمة الشعب الفلسطيني وقيادته، ليواصل صموده ونضاله العادل لتحقيق استقلاله واستكمال بناء دولته بدعم وإجماع إرادة الأمة العربية.
يأتي ذلك في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، استهداف موقع لحركة «حماس» إثر رصده إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع على أراضيه.
وقال الناطق العسكري الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان: «تم رصد إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل حيث تم تفعيل الإنذار في منطقة مفتوحة فقط». ولم يتحدث البيان عن وقوع إصابات.
وفي بيان ثانٍ، قال أدرعي إن «طائرة عسكرية أغارت على موقع تابع لحركة (حماس) شمال قطاع غزة؛ رداً على إطلاق قذيفة الهاون».
يأتي ذلك في وقت أكد مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، في كلمة أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، إن الاعتداءات الإسرائيلية متواصلة لتكريس الاحتلال وترسيخ وجوده. وشدد على تمسك الدول العربية بالسلام، قائلاً: «الدول العربية متمسكة بالسلام بصفته خياراً استراتيجياً».
وأشار إلى أن توسع الاحتلال الإسرائيلي في بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين والاعتداء على المقدسات الدينية يعد انتهاكاً صارخاً للقرارات الدولية، ومحاولة لفرض سياسة الأمر الواقع.
وطالب إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها المتكررة لسيادة لبنان في إشارة إلى الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة بحق لبنان.
وفي بيروت، أكد وزير الإعلام اللبناني، جمال الجراح، وجود اتصالات مع «أطراف مؤثرة» «لردع» إسرائيل، مشيراً إلى أن الحكومة اللبنانية ستقدم شكوى لمجلس الأمن بشأن آخر الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.
وبعد جلسة للحكومة اللبنانية، أمس، قال الجراح: «العدوان الإسرائيلي مدان ومرفوض، واتصالات تجرى لردع العدو، والحكومة ستتقدم بشكوى لمجلس الأمن».
وأوضح أن الرؤساء الثلاثة (رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري) تواصلوا مع «الأطراف المؤثرة إقليمياً ودولياً بخصوص الاعتداءات الإسرائيلية».
في سياق متصل، أكد الجراح أن مجلس الدفاع الوطني سينعقد اليوم لبحث هذه المستجدات.
بدوره، رفض رئيس الحكومة سعد الحريري خرق سيادة لبنان من قبل إسرائيل، وبدأ في حشد الدعم الدولي لبلاده، بلقاء مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ثم اتصال مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أبلغه خلاله باعتماد لبنان على الدور الروسي لتفادي المزيد من التصعيد، وأيضاً أمل لبنان من روسيا بتوجيه رسائل لإسرائيل تلزمها بالتوقف عن خرق سيادة البلاد.
ويتواصل التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» وإيران، بعد الهجوم الإسرائيلي بطائرتين مسيرتين على مناطق بالضاحية الجنوبية في لبنان، حيث أبدى جميع الأطراف استعداداً للتصعيد.
وقد كثّفت إسرائيل من طلعاتها الجوية فوق المناطق اللبنانية، تزامناً مع التصعيد الكلامي من قبل إيران، حيث قال مستشار بالبرلمان الإيراني إن «رد (حزب الله) على اعتداء إسرائيل سيكون قاصماً»، بينما أكد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أن «هذه الهجمات ستكون آخر تخبطات إسرائيل».