مقارنة غريبة بين صورتين الأولى من “وسط صنعاء” والثانية إنما المؤمنون أخوة في مارب.. الشرعية في رحلة البحث عن موطئ قدم.. وارض الجنوب محرمة عليها!!
//تقرير خاص//فري بوست//
وجهت مليشيا الحوثي ضربة موجعة للشرعية التي خسرت كل رهاناتها في الجنوب وفي صنعاء.
خرجت المليشيا امس بمشاهد وصور تؤرق مضاجع الحكومة الشرعية بعد أن سعت طيلة شهرين من استهداف مراكز الحوثيين الصيفية وبث الشائعات حولها وحول مضمونها، فكان رد المليشيا أن احتفت بتخرج ربع مليون طالب من اليافعين.
ظهر الطلاب الخريجون وهم رابطون على رؤوسهم عصابات خضراء تحمل ما يمسى لدى المليشيا شعار الصرخة، وأياديهم ترتفع بين الحينة والأخرى لترديد تلك الصرخة بكل ثقة وعنفوان كما تبدوا عليه صورهم.
يخطو الحوثي الذي حذر أمس السعودية، وتمنى أن تكون الإمارات صادقة في انسحابها من اليمن، يخطو بخطوات واثقة نحو وضع مداميك بناء دولته، من مختلف الاتجاهات السياسية والعسكرية والأمنية والصناعية والإدارية والتنموية، وإن كان عدواً للجنوب وعلى رأس قائمة الأعداء، ولكنها الحقيقة إذا ما قارنا خطواته بخطوات الشرعية المتعثرة، بقيادة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر ورئيس الوزراء معين عبدالملك، والتي تتلقى دعما ماديا وفنيا ولوجستيا وعسكريا وامنيا واستخباراتيا من اغلب دول العالم، وهي الشرعية التي ليس لها مثيل في مجمل الدعم الذي تتلقاه منذ 2012م إلى اليوم.
تعيش مليشيا الحوثي في حصار مطبق برا وجوا وبحرا فرضته قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، وتسيطر قوات الشرعية ومعها التحالف العربي على 100% من امتداد السواحل اليمنية إلى جانب السيطرة على 85% من الأراضي اليمنية بما فيها أراضي الجنوب العربي، ولكنها أي الشرعية تعجز عن عقد جلسة برلمان واحدة في شبر واحد من تلك المساحة الكبيرة التي تسيطر عليها، كما تعجز الشرعية عن فرض قرار لها بتسيير رحلة طيران مدنية، او الأشراف على مطار من مطارات اليمن او ميناء بحري او منفذ بري، وتعجز ايضا عن ادارة محافظة واحدة من المحافظات المحررة، ولا يزال راجح باكريت محافظ المهرة يرفض توريد جبايات المحافظة إلى البنك المركزي، وهو أول محافظ يتمرد على الشرعية ويعلن عصيانه على هادي ومعين عبدالملك، وهو ايضا من المؤيدين والمساندين للتواجد السعودي في المحافظة من أجل استكمال مشروع مد أنابيب النفط السعودية إلى البحر العربي.
كل هذا العجز ظاهر على الشرعية ولم يعد مخفيا على أحد، فهي لليوم وبعد خمسة أعوام لا يوجد لها مقر في 85% من الأراضي التي تحت سيطرتها، لتجتمع فيه وتعقد اجتماعاتها الدورية، فهي ممزقة ومبعثرة ومترامية الأطراف فبعض الوزراء في الرياض والبعض منهم في القاهرة والبعض في قطر وفي تركيا وفي عدن وفي حضرموت وفي مارب، وحين تعزم لم شمل هؤلاء تضطر أن تدفع مبالغ كبيرة، ما يساوي ميزانية محافظة كاملة، او مشروع خدمي تقدمه الحكومة للمواطنين.
عجزت الحكومة الشرعية وتعجز لليوم أن تخفف من معاناة ابناء العاصمة عدن وعذابهم الكبير جراء موجة الحر الشديدة، تزامنا مع انقطاع التيار الكهربائي المستمر والمتواصل عن احياء ومديريات العاصمة عدن، لم تفكر الحكومة أن تقيم مشروعا في قطاع الكهرباء لصالح ابناء عدن او لابناء لحج او لابين او للضالع او لحضرموت او للمهرة او لسقطرى، فمن المسؤول عن وفاة اكثر من 120 مواطنا من ابناء الجنوب نتيجة اصابتهم بالاغماء من الحر الشديد وغياب الكهرباء؟!.
ما تتعرض له دولة الجنوب من مؤامرة كبيرة من الحكومة الشرعية والاسرة الدولية، يكشف عن وجود مخطط خبيث، يعيق من إعلان دولة الجنوب ويؤخر الاحتفاء بالنصر واستعادة الدولة المسلوبة والمحتلة، وظهر ذلك جليا عقب ترحيل وتهجير الشماليين حين خرجت أصوات الشرعية الناعقة تدين وتستنكر عملية الترحيل، ولماذا لم تدين وتستنكر ما حدث في الأول من أغسطس حين تم استهداف معسكر الجلاء، واستشهد عدد من القيادات والجنود، وبالعكس من ذلك قامت الشرعية بالاحتفال والشعور بنشوة النصر، لتلقي عقب نشوتها، التهم جزافا على الحوثي وايران، ونست ذاتها وهي اليد الطولى فأين اجهزة استخباراتها واين راداراتها وأين صواريخها ومنظومة الردع التي تمتلكها؟!!
كل تلك الأسئلة محرجة جدا لدى جمع الشرعية، ولن تلقى لها جواب سوى تحقيق واستعادة دولة الجنوب من براثن ومخالب عاشقين الدماء وصانعي المفخخات ومعلمي الاغتيالات وقطع الأعناق.
وللعودة إلى موضوع المقارنة نجح الحوثي في مراكزه الصيفية كيف ما كانت مخرجاتها وكيف ما كان مضمونها ومحتواها فهذا شأنه، في حين تداول ناشطون صورة يقولون انها قادمة من مارب تكشف عن مدى الغباء الذي وصلت اليه جماعة الإخوان في تلقين طلابها الصغار.
وتتسع الهوة بين المكونات الجنوبية وبين شرعية هادي وعلي محسن ومعين عبدالملك والبركاني وجباري، بالمقابل يتوسع الحوثي في صناعاته العسكرية الصاروخية والجوية، ويتوسع ايضا في بناء وتأسيس دولته وفق قيم ومبادئ خطها بحد ذاته من دون إملاءات او وصاية، منفردا عن البقية لأنه يعرف ما يرد ولا يتخبطه الشيطان كما يتخبط الرئيس هادي وعلي محسن الأحمر ومعين عبدالملك وآخر الداخلين إلى سوق النخاسة سلطان البركاني.
في الأخير ستقام دولة الجنوب العربي رضت الشرعية أم أبت، ولسنا معنيون أن نبحث لها عن موطئ قدم لتستوطن فيه، او نعطيها قليل من الوقت لأن ترتب وضعها السياسي والجغرافي، فكل دقيقة وثانية يقدم الجنوب فيها دماء وأرواح وتضحيات جسام، وآخر دعوانا أن تفننوا في إقامة دولتكم كما تتفننون في نهب موازناتكم.