الرئيسية / أخبار الخليج / قريباً…السماح للمرأة السعودية بالسفر دون اشتراط موافقة “ولي الأمر” و التخلي عن “نظام الولاية “

قريباً…السماح للمرأة السعودية بالسفر دون اشتراط موافقة “ولي الأمر” و التخلي عن “نظام الولاية “

أعلنت الحكومة السعودية أنه سيتم السماح للمرأة السعودية بالحصول على جواز سفر والسفر إلى الخارج من دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من “ولي الأمر”، ما ينهي جزءا من قيود مثيرة للجدل تسبّبت بانتقادات وبمحاولات فرار من المملكة.

ويسود في المملكة نظام “ولاية الرجل” الذي يجبر المرأة السعودية على الحصول على إذن “ولي أمرها” للقيام بإجراءات عدة.
وينص “نظام الولاية” على حاجة النساء لموافقة الرجال من الأقرباء، الزوج أو الاخ أو الأب أو الابن، للتعلم، وتجديد جوازات السفر، ومغادرة البلاد.
ويأتي القرار بعد سنوات من مطالبة منظمات حقوقية ونشطاء في محال حقوق الانسان بانهاء هذا القانون، وفي أعقاب محاولات عديدة من قبل نساء للهرب، في وقت تشهد المملكة محاولات للانفتاح.
ونقلت صحيفة “ام القرى” الحكومية قرارا للحكومة جاء فيه “يُمنَح جواز السفر لكلّ من يُقدّم طلباً بذلك من حاملي الجنسية العربية السعودية”.
وبحسب صحيفة “عكاظ” ووسائل اعلام أخرى، سيتم تطبيق هذه القاعدة الجديدة على النساء اللواتي يبلغن سن 21 عاما وما فوق.
وجاءت هذه الخطوة في إطار برنامج إصلاحات طموح يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي تعهّد بالانفتاح والقضاء على التشدد. وحتى 24 حزيران/يونيو 2018، لم يكن مسموحا للنساء بقيادة السيارات في المملكة المحافظة.
وبعد رفع هذا الحظر قبل عام، جلست آلاف السيدات خلف المقود، في مشهد يعكس تغييرات اجتماعية سجلت خلال السنوات الأخيرة في المملكة التي ظلت لعقود البلد الوحيد في العالم الذي يحظر على النساء قيادة السيارات.
ومنح قرار السماح بقيادة السيارات المرأة السعودية استقلاليتها وأنهى اعتمادها على السائقين أو الأقارب الرجال في التنقل.
وأثار قرار السماح بالسفر ترحيبا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتداول مستخدمون في تويتر وسم #لا _ولاية_على_سفر_المرأة.
وكتبت سيدة الأعمال السعودية منى أبو سليمان في تغريدة “تخلّت نساء عن أحلامهن بسبب عجزهن عن مغادرة البلد لأي سبب كان (…) للدراسة في الخارج أو لفرصة عمل أو حتى للهروب إذا رغبن بذلك”.
وتابعت “هذا التغيير يعني أنّ النساء أصبحن يتحكمن بشكل كامل بمصيرهن”.
إصلاحات وتوقيفات
وتشمل التعديلات الجديدة أيضا السماح للمرأة بتسجيل أولادها والطلاق والزواج، والاعتراف بها كوصي على أولادها دون سن الـ18.
وجاء في أحد القرارات “لأي من الزوجين طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية”، وفي آخر المكلفون بالتبليغ عن المواليد هم: والدا الطفل”. كما أوضح قرار ثلاث “على الزوج أو الزوجة التبليغ عن حالة الزواج أو الطلاق”.
ومنذ تعيين الأمير محمد وليا للعهد، أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز سلسلة قرارات لصالح المرأة، بينها السماح لهن بحضور مباريات بكرة القدم في الملاعب، والانضمام الى الشرطة، والتقدم عبر الانترنت بطلب لحيازة رخصة تأسيس عمل.
وتشهد المملكة السعودية حملة إصلاحات قانونية وتغيّرات ثقافية هي الأكبر في تاريخها المعاصر. وتشمل هذه الإصلاحات التي باشرها بن سلمان، قرارا بالسماح للمرأة بتولي وظائف كانت في السابق حكرا على الرجال.
في يناير 2018، سُمح للنساء بدخول الملاعب الرياضية والجلوس في أماكن مخصّصة لهن وللعائلات للمرة الاولى، بعدما مُنعن من ذلك طيلة عقود.
كما حدّت السعودية من سلطة الشرطة الدينية التي كانت تلاحق النساء اللواتي لم يكنّ يغطين رؤوسهن. وبدأت النساء في السعودية مؤخرا الظهور في الأماكن العامة من دون حجاب.
وتأتي هذه الاصلاحات فيما تواجه السعودية انتقادات بسبب سلوكها في مجال حقوق الانسان وخصوصا المحاكمات الجارية بحق 11 ناشطة حقوقية.
وفي الأشهر الماضية، حاولت العديد من السعوديات الهروب واللجوء إلى دول أخرى.
واستقطبت الشابة السعودية رهف محمد القنون (18 عاما) اهتماما عالميا في بداية العام إثر هروبها من عائلتها جراء تعرضها “للتعنيف” على حد تعبيرها وحصولها على صفة لاجئة في كندا.
وهربت الشقيقتان سعوديتان مهى (28 عاما) ووفاء السبيعي (25 عاما) من المملكة وطلبتا اللجوء في جورجيا في أبريل، بعد قضية مماثلة لشقيقتين هربتا في هونغ كونغ.