ما هو الدور الخطير لــ”الرويشان” في انشقاق قيادات عسكرية وسياسية من صفوف الشرعية وتسليمهم للحوثيين؟ (تفاصيل)
//تقرير خاص// فري بوست //
لعله الأمان، هكذا يراه البعض حضنا دافئاً، وملجئاً آمنا، وهكذا تطالعنا وسائل إعلام مليشيا الحوثي بين الفينة والأخرى، لعدد من الصور لضباط ذات رتب رفيعة ومسؤولين وقيادات في الشرعية، معلنة عودتهم إلى صنعاء.
العشرات أن لم يكونوا المئات من القيادات العسكرية والسياسية والأمنية الذين انشقوا من صفوف الشرعية معلنين عن انضمامهم لمليشيا الحوثي، خلال شهري يونيو الماضي ويوليو الجاري.
لا غرابة أن رأيت قيادات وضباط برتب كبيرة، يُلتقط لها صورا إلى جانب قيادات المليشيات وسط العاصمة صنعاء وخلفيتهم رئيس الحوثيين السابق القتيل صالح الصماد وفي أيديهم صورا لعبدالملك الحوثي، فتلك بروتوكولات رسمية لا بد منها، تزامنا مع ترحيبات المليشيات للمنشقين في صفحات التواصل الاجتماعي، وسيل اللعنات التي يوجهها المفسبكين في مناطق سيطرة الشرعية للمنشقين.
هذه المرة يطالعنا القيادي الحوثي محمد البخيتي بصورة جديدة، برفقة جمال جوبح الجماعي الذي كان يقود إحدى الكتائب في محور علب بمحافظة صعدة الحدودية، واحد قيادات الجيش الوطني وبجانبهم جندي يدعى دارس علي مرشد الجماعي، الذي انشق عن صفوف الشرعية هو الآخر، إضافة إلى انشقاق العقيد محمد السدعي قائد كتيبة العربات للواء الثالث عروبة، على الحدود مع السعودية.
البخيتي لم يخفي مهندس صفقات الارتماء في أحضان الحوثي فكان شفافا كثيرا، حيث اشار إلى أن شيخًا قبليًا يدعى فهد الرويشان يقوم بجهود لاستقطاب جنود وضباط في الشرعية للانضمام للحوثيين.
ورغم كل هذه الانشقاقات إلا أن الشرعية لم تعلق على عملية خلخلة صفوفها الداخلية ولم تنبس إليها حتى ببنت شفه.
وقد يتساءل البعض لماذا هذا التسابق الكبير إلى حضن الحوثي؟! وهو العدو اللدود، وقد تكون الإجابات متعددة وكثيرة تختلف مع اختلاف المواقف والمنافع والتوجهات والولاءات.
إلا أن إجابات قيادات الشرعية وأعضاء في الحكومة الشرعية التي سبق وان هاجمت قادة التحالف العربي، هي خلاصة الموقف، وإيجاز لكل الأسئلة.
يعلق احد الخبثاء أن غالبية مسؤولي الشرعية يتمنون اليوم قبل غدا أن يباتوا في أحضان الحوثي وتحت كنفه ورعايته وحمايته، لولا عدم وجود ضمانات حقيقية لرجال الصف الأول من الشرعية، التي ينتظرون أن يعلن عنها الحوثيون، وستراهم أول من يلتقط لهم صورا في ميدان السبعين او على المسرح المفتوح وسط صنعاء القديمة.
الغالبية ترى أن الحوثي اصبح اليوم بكل إيجابياته وسلبياته أهون بكثير من جحيم التحالف، وهو السبيل الوحيد لتلقين الشرعية صفعة قوية، وللتحالف ايضا، خصوصا بعد أن تمزقت الولاءات كل ممزق وكل فصيل اعلن عن تبنيه أجندات داعميه ومموليه، وكل فصيل له أهدافه ومنهاجه وليس بالضرورة أن يكون معترفا برئيس الجمهورية أو نائب رئيس الجمهورية.
فهناك من يؤمن بضرورة بقاء الوحدة، وهناك من يعمل على إعلان الانفصال، وفي الطرف الآخر تحذيرات من تشظي اليمن وتمزيقها لعدة دويلات كما صرح بذلك السفير الأمريكي السابق جيرالد فايرستين، مؤكدا أن الانفصال ليس من مصلحة اليمنيين، وان حدث انفصال سيتقسم اليمن إلى دويلات كثيرة.
فيما يرى مراقبون أن أولئك المنشقون من صفوف الشرعية ادركوا المخاطر التي تقبل عليها اليمن ووحدة اليمن، فسارعوا إلى إيجاد موطن قدم وان كان إعلانا للولاء لدى العدو اللدود، فما سيأتي سيكون اكثر إيلاما للذين لم يحددوا وجهتهم ولا يزالون في ريبة من أمرهم حتى اليوم.