تقرير خاص – تصاعد التوتر في عدن.. والسعودية تواصل دعمها لمليشيا الاخوان
– فري بوست- تقرير- فتاح المحرمي
مع التصعيد والتوتر الأخير في العاصمة عدن، واستمرار قطع المرتبات، وتعطيل العملية السياسية، سيما تنفيذ اتفاق الرياض، أكد سياسيون على أن التصعيد يزيد المشهد ضبابية، ما يجعل الكرة الآن في ملعب السعودية، المتساهلة مع طرف الشرعية، والداعمة لمليشيا الاخوان، الذي يقف خلف التصعيد ويتنصل من تنفيذ اتفاق الرياض، وشددوا على ضرورة أن تمارس السعودية ضغوطات على الشرعية للسير في تنفيذ اتفاق الرياض.
تصعيد عسكري
منع قيادات الوفد المفاوض للمجلس الانتقالي من العودة إلى وطنهم، والذي أوجد استياء من الانتقالي، وطالب قيادة التحالف العربي بتبرير تلك التصرفات غير المنطقية مع حليفهم الصادق، بالإضافة إلى ما اشيع عن محاولات تشكيل قوات بديلة غير نظامية لا تنتمي للمؤسسة الأمنية، لإحلالها محل القوات الجنوبية المنضوية تحت إدارة أمن العاصمة عدن، كانت أبرز التصعيدات التي أوجدت توتر في عدن.
ويضاف إلى ذلك إستمرار إيقاف المرتبات، والذي أكدته هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماع عقد السبت وعبرت عن استغرابها من التقاعس الواضح من قبل قيادة قوة الواجب 802 السعودية في العاصمة عدن، وعدم تنفيذها لتعهدها السابق بدفع الرواتب.
كل هذه التصعيدات أوجدت توتر وردود أفعال جنوبية، أكدت رفض تلك التجاوزات، ودفعت نحو تصعيد عسكري جنوبي على كافة المستويات، وتم حشد قوات جنوبية تجاه عدن وأبين وعلى حدود لحج، وأعلنت الأجهزة الأمنية والعسكرية رفع حالة الاستعداد القتالي لمواجهة كافة المخاطر ومنها صد مقاتلي الحوثي ومليشيات حزب الإصلاح الإخواني، والتهديدات الأمنية.
تعطيل اتفاق الرياض
وأكد الكاتب السياسي علي ثابت القضيبي، بأن الشرعية وتحديدا جناح الإخوان، هي من تستمر في عرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، وذلك لمصلحة أجندات خاصة بها، وقوى الفساد التي على هرم الشرعية، وتوقع خواتيم لايُحبذها أحد لربما قد تنتج عن تماهي السعودية مع الإخوان.
وقال القضيبي: “بدون شكٍ .. يعرفُ الكل – وأولهم الرّاعية للاتفاق – أنّ السلطة الشرعية هي مَن تتلككُ في تنفيذ الاتفاق، بل والسّعي الى إعتباره وكأن لم يكن ، تحديداً جناح الإخوان الفاعل فيها والمُهيمن على مفاصل القرار في رأسها ومؤسساتها ، ولأنّها قَبِِلت وعلى مضضٍ أصلاً بالجلوس والتّفاوض وبضغوطٍ من ٱخرين ، ثمّ لأنّ مُخرجات الإتفاق النهائي تُجرد نُمور الفساد المعروفة في رأس منظومتها من الكثير من مكاسبهم الغير مشروعةٍ ، وإلا لماذا لم يتمٌ التّوافق على التكنوقراط المُصغّرة ؟ ومثلُ هذه الحكومة من المُفترض أن لاتُمكن غيلان الشرعية من نهب ماينهبوه اليوم”.
وفيما يخص تماهي السعودية مع الإخوان قال القضيبي: “مبكل أسفٍ ألمسُ قدراً كبيراً من المُهادنة والتّساهل بهذا الشأن، وربما التّناغم في الإداء في كثيرٍ من الأحوال، والإستمرار بهذا المسلك ربّما يؤولُ الى خواتيم لايُحبذها أحد، وهذا عائدٌ للإخوة في المملكة نفسها”.
مشهد ضبابي
أحداث التوتر والتصعيد الأخير في عدن، تزيد المشهد ضبابية مع تقادم الزمن، وتحمل الكثير في القادم، حسب السياسي علي ثابت القضيبي، الذي أشاد بموقف الصبر والحنكة التي ابداها الانتقالي، سيما وجناح الإخوان يتوق لخلط الأوراق وفقاً لسيناريوهات مفروضة عليه من الخارج.
وقال القضيبي في سياق مداخلته ل(عدن تايم) : “بصراحة .. مع تقادم الزّمن يزدادُ المشهد ضبابيةً وحِلكةً ، وأحداث اليومين الماضيين تومئُ لنا بالكثير مما قد يحمله القادم من الأيام .. وهنا لايفوتني أن أُحيي قيادة مجلسنا الإنتقالي على تَحَليها بالمزيد من الصبر والتّؤدة والحنكة في التّعاطي مع كل ما يُعتَملُ هنا ، وهي حنكةٌ مُتَفردة في ظل هذا المشهد المُحتقن وبصورةٍ لافتةٍ ، ولأنّ جَناح الصقور في الشرعية – الإخوان – يَتوقُ الى خلط الأوراق وإرباك المشهد وفقاً لسيناريوهات مفروضة عليه من الخارج ولاشك”.
الكرة في ملعب السعودية
وأشار القضيبي إلى تباينات تعصف باجنحة الشرعية وهي التي تنعكس على شكل أزمات داخلية، ومع ذلك فالكرة في ملعب التحالف وتحديدا الأشقاء في المملكة، الذين يتطلب منهم المزيد من الضغوط على الشرعية واجنحتها لتنفيذ اتفاق الرياض.
وقال القضيبي ل(عدن تايم): “أيّاً كان ، من الضروري أن نظلّ نُعولُ على شئٍ من الأمل في أنّ الجناح المعتدل والعقلاني في الشرعية سيرجحُ كفّته ، وأن تعود السفينة الى الإبحار حتى نخلصُ تماماً من هذه الحرب ، مع أنّه اليوم ثمّة تبايناتٍ حادةٍ بين هذا الجناح وجناح الصقور والحيتان في رأس الشرعية، وتبعات هذه التباينات تَرتدٌ الى الدّاخل في صورة أزماتٍ خانقة في المحروقات وماشابه ، وأثقُ أن الكل يسمعُ عنها ويلمسها .. والمهم أنّ الكرة الٱن في ملعب الأشقاء في المملكة لتحجيم دور المغامرين وأتباع الخارج بسيناريوهاتهم السوداء على المنطقة عموما”.
وأضاف : “وبهذا الصّدد، أتمنّى أن تُمارس الشقيقة السعودية المزيد من الضغوط هي ودول الإقليم على هذه السلطة الشرعية ، وذلك للسير وفق مايضمن لجغرافيتنا وللمنطقة عموماً السلامة والخروج بالحلول المنصفة وبشكلٍ ٱمن”.
عدن تايم