الرئيس هادي.. 8 سنوات عجاف.. والنوايا الخبيثة (تقرير خاص)
فري بوست/ تقرير/ فاطمة العبادي
بموجب المبادرة الخليجية التي نصت على تنحي الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح انتخب الرئيس هادي كمرشح توافقي بين الأحزاب كافة، على أن تجري بعد ذلك انتخابات رئاسية وبرلمانية في نهاية المرحلة الانتقالية.
ثمان أعوام مرت منذ تولي الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي شرعية وحكم البلاد, والحال في شطري اليمن من سيء إلى أسوا, الأمر الذي أثار مخاوف وتساؤلات المواطنين اليمنيين على مستقبل بلادهم خاصة وإنها تمر بأزمات متتابعة, واشتباكات متكررة بين الأطراف اليمنية المتنازعة .
مرحلة انتقالية:
بعد الانتفاضات الشعبية التي أقيمت ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح, تطالبه بالرحيل, استسلم صالح في مشهد يملئه الدهشة والاستغراب من الجميع وسلم السلطة لهادي وأدى اليمين الدستورية أمام مجلس النواب, كخطوة أولية وهامة تسبق انطلق التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، لوجود حل للازمات اليمنية, وذلك بحسب النصوص المقررة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية .
بعدها استند الرئيس السابق على حزبه وبدأت ملامح الخلاف بين الرئيسين هادي وصالح مبكرا ,خاصة إن هادي ليس لديه ما يستند عليه سواء من قاعدة جماهيرية أو إدارة لأي من الأحزاب اليمنية, وعند حلول 2012 أوضح صالح نوايا أخرى وازداد التوتر في الساحة اليمنية كافة ، و اصدر مجلس الأمن قرار برقم 2051 طالبا في مادته السادسة وقف الأعمال التي تستهدف البنى التحتية وجاء في نص البند ” بوقف جميع الأعمال التي يُهدف بها إلى تقويض حكومة الوحدة الوطنية وتقويض عملية الانتقال السياسي، بما في ذلك الهجمات المستمرة التي تستهدف البنى التحتية الخاصة بإمدادات النفط والغاز والكهرباء، والتدخُّل في القرارات المتعلقة بإعادة هيكلة القوات المسلحة وقوات الأمن، وإعاقة تنفيذ المراسيم الرئاسية الصادرة في 6 نيسان/أبريل 2012 بشأن التعيينات العسكرية والمدنية، ويعرب عن استعداده للنظر في اتخاذ مزيد من التدابير، بما في ذلك اتخاذ تدابير بموجب المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة إذا استمرت هذه الأعمال”.
الحوار الوطني:
أتت الخطوة الثانية الأكثر أهمية بعد انتخاب رئيسا انتقاليا لليمن , وعقد في 2012 مؤتمر الحوار الوطني الذي ناقش فيه قضيتان هما القضية الجنوبية التي ارتكزت على المطالب الشعبية للجنوبيين لاستعادة وطنهم, والقضية الثانية هي صعدة المعقل الرئيسي لجماعة الحوثيين, ولكن الأمور لم تسير على ما يرام, فأثناء الحوار الوطني زادت تعقيدات المشهد اليمني, خاصة عند إعلان الانتهاء من الحوار في 2014 والخروج بتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم, الأمر الذي اثأر غضب الشارع الجنوبي وقوبل بالرفض .
مواجهة الحوثيين:
بعد ازدياد التعقيدات السياسية وفشل الحوار الوطني, وتعاظم الخلافات بين الرئيس هادي والراحل صالح, بدأت المواجهات المفاجئة للحوثيين الذين بدوا بالتقدم نحو عمران وقاصدين السلطة في العاصمة اليمنية صنعاء, ونتيجة لعدم الإدارة الناجحة للجيش اليمني الذي اغلب معينيه كانوا من أسرة صالح, جعل أمر سقوط صنعاء بيد الحوثيين أمرا في غاية السهولة.
وفي سبتمبر من عام الحرب جرى توقيع اتفاق السلم والشراكة بين الحوثيين والسلطة وذلك للحفاظ على ما تبقى من ممتلكات البلاد وتوجه الرئيس هادي حينها وقال في كلمة للشعب “أعي جيداً أنكم عشتم لحظات عصيبة تستحضرون معها واقعاً أليماً ومراً لإخوان وأخوات لنا في دول شقيقة أصابها العنف والدمار جراء الحروب الأهلية وغياب الحوار”.
وأضاف “إنني اليوم أقول لكم بأننا لم نخيب ظنكم أبداً وكنا على قدر المسؤولية التاريخية لإخراج الوطن من اتون الانزلاق إلى مربع العنف والفوضى والاقتتال وحقناً للدماء الزكية التي سفكت وكادت أن تسفك وهي من أبناء اليمن جنوداً ومدنيين فقد توصلنا إلى اتفاقية نهائية تمكنا من تجاوز هذه المحنة الكبيرة التي كادت أن تعصف بالوطن وأحلام أبنائه وغلبنا لغة الحكمة والتعقل والمضي قدماً في بناء اليمن الجديد”.
وفي هذا الحين أوشكت فترة هادي على الانتهاء وتم في 13 أكتوبر 2014 تشكيل الحكومة الجديدة بتكليف من الأمم المتحدة خالد بحاح مرشحا لرئاسة مجلس الوزراء .
هروب هادي:
اجتاحت قوى من النظام السابق ومع جماعة أنصار الله الحوثيين, منزل الرئيس هادي بصنعاء الأمر الذي دفعه للفرار من قبضة الحوثيين الى محافظة عدن, وتختلف روايات هروب الرئيس الذي تراجع عن استقالته, مغادرا صنعاء مساء الجمعة، حيث تحركت سيارة واحدة وعلى متنها الرئيس ومرافقان ووصلت حتى منطقة جنوب صنعاء، حيث تم تبديل السيارة.
وتفاجئ الجميع بإعلان هادي عن تراجع قرار الاستقالة ورفضه لكافة الإجراءات التي فرضتها جماعة الحوثيين, ووصفهم بالانقلابين .
وبعد هروبه من صنعاء إلى عدن أدرك هادي خطورة الموقف الحوثي, ودخل هادي في مغامرة جديدة, وهي اللجوء إلى دول الجوار, وأعلن بعدها تشكيل دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية, لمواجهة التمدد الحوثي.
بعد التحرير :
توقع الجميع أن يكون مستقبل الجنوب خاصة بعد التحرير مختلفا عما بعده ولكن الوضع زاد تعقيدا وذلك بربط القضية الجنوبية بتحرير المحافظات الشمالية , وعلى اثر ذلك عقدت العديد من اللقاءات التي تهدف إلى وضع خطط لإخراج جماعة الحوثي منها اتفاق السويد الذي فشل فشلا كاملا واتهم هادي المليشيا الانقلابية بعدم رغبتهم في تنفيذ بنود اتفاق السويد الخاص بميناء ومدينة الحديدة وملف الأسرى وحصار مدينة تعز، وقال يضع “المزيد من التعقيدات في هذا الإطار”.
وفي عام 2017 اصدر هادي قرار يقضي بنقل مقر اجتماعات مجلس النواب إلى عدن، وينص على بطلان قرارات صدرت عن المجلس بدعم من فصيل سياسي واحد.
عدن عاصمة مؤقتة:
علن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في 07 مارس 2015, مدينة عدن عاصمة لليمن، معتبراً أن صنعاء محتلة بيد الحوثيين, وارتبطت القضية الجنوبية بقضية تحرير الشمال من قبضة الحوثيين, الأمر الذي زاد المسالة تعقيدا.
وقال محمد ناصر الشعيبي “يدخل هذا ضمن خطة جهنمية وسياسة خبثة وخطيرة الغرض منها الالتفاف على قضية شعب الجنوب العربي وطمس هوية الجنوب ، وما يجري اليوم على الجنوب خير دليل على أن الرجل وعصابته يحاولون نقل الحرب إلى الأرض الجنوبية وكل الأمور واضحة بعد توقف الحرب في كافة جبهات الشمال وتحويلها إلى حدود الجنوب بدعم الشرعية لأذناب إيران” .
أيادي خفية :
رغم تسليم الرئيس هادي للسلطة ألا أن هناك أيادي خفية تحاول التحكم بزمام الأمور, ونتيجة جهل الرئيس هادي ببعض أمور تخص السلطة التي وضعه فيها الرئيس الراحل صالح ,اعتمد على اللواء علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح بصورة أساسية.
موقف الجنوب بات متوقفا حتى أعلن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي كجهة رسمية لقضية الجنوب والممثل الرسمي للشعب.
ولم يمر وقتا طويلا إلا وقد انعكست آمال الجنوبيين بالرئيس هادي, خاصة بعد إن كشف تورط الإصلاح مع قوى الشر لغزو الجنوب.
وفي هذا الشأن قال الصحفي, يوسف الحجري, “لعدن تايم” ” اعتقد أن غلطة اليمنيين شمالا وجنوبا أنهم أعطوا ثقتهم لرئيس لم يغير شي في البلاد على الرغم أنهم كانوا متفائلين خيرا به “. وأضاف ” نحن ناسف إن حزب الإصلاح سيطر على مقاليد الأمور منذ انتخاب هادي رئيسا للبلاد” .
وقال محمد ناصر الشعيبي لـ”عدن تايم” مع دخول الرئيس هادي عامة الثامن من الحكم في اليمن إلا إننا لا نرى في حكمة شيء يسر البلاد ويصلح العباد ويوجد الأمن والاستقرار ويقدم الخدمات ويبني ويعمر البلاد ولم ترى البلاد والشعب النور فيها منذ توليه مقاليد الحكم ، وذلك لأسباب كثيرة في رأيي ، أولا لان اختياره لم يكن من قبل الشعب في انتخابات حرة ونزيهة ولكن لاختيارات حزبية وأخرى فرض فرضا على الشعب وأن اختياره كان خطأ فادح في تاريخ اليمن كله شماله مع جنوبه ، ومن يقول غير ذلك فسنوات حكمة كفيلة أمام الشعب والنخب والمجتمعين الإقليمي والدولي إلى أين أوصل البلاد والعباد التي لم يجلب لها الخير بل الويل والخراب والدمار وتمزيق الصف والحروب وتمزيق البلاد وزرع الفتن عبر فريق صنعة في محيطة من العصابات والقتلة والإرهابيين والفاسدين ، وبرأيي سوف يصل في البلاد شمالها وجنوبها إلى ما يتوقعه أحدا وضرره سوف يطال المملكة ودول الخليج والإقليم” .
ولصعوبة الموقف جنوبا احتضنت المملكة العربية السعودية اتفاق بين الطرفين, خاصة بعد ان اثبت حزب الإصلاح نواياه الخبيثة للجنوب , ووقع الرئيس هادي على اتفاق مع المجلس الانتقالي الجنوبي, على بنود اتفاق الرياض ولكن الشرعية خرقت تلك البنود, وواصلت سعيها للسيطرة على المحافظات الجنوبية المحررة الأمر الذي يربك الكثيرين ويثير الأسئلة حول الرئيس الشرعي هادي.
عدن تايم