الخميس 4 يوليو 2019م
نشر موقع “ميدل ايست آي” البريطاني مقالاً للكاتب الصحفي البارز”بيل لو” أرجع فيه سحب الإمارات العربية المتحدة لقواتها العسكرية من اليمن، إلى أن الإمارات ممثلة بمحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، والحاكم الفعلي للدولة أنجزت إلى حد كبير كل ما أرادته في اليمن”.
وأضاف الكاتب في مقال – ترجمه “يمن شباب نت”- أنه وعلى عكس محمد بن سلمان، كان لدى بن زايد ولي عهد أبو ظبي استراتيجية واضحة أنجزها إلى حد كبير يصل نسبة مائة في المائة.
وأشار بأن الاستراتيجية تلك تمثلت بتأمين مدينة عدن الساحلية الجنوبية، ومحاولة مد نفوذ الإمارات على جزيرة سقطرى الحيوية في خليج عدن، بالإضافة لإقامة قضية مشتركة مع القوى الانفصالية في الجنوب، هدفت الإمارات من خلالها ـ وفق الكاتب ـ الى تقسيم اليمن إلى قسمين منفصلين، كما كان عليه الحال قبل عام 1990.
ولفت إلى أن اليمن الجنوبي سيكون ـإذا ما عاد مجدداـ دولة عميلة لدولة الإمارات العربية المتحدة في حقيقة الأمر.
وقال الكاتب الذي عمل في منطقة الشرق الأوسط لفترة طويلة، ويتمتع بمعرفة واسعة النطاق لما تشهده المنطقة: “لم الاستراتيجية الإماراتية في اليمن محصورة بذلك فقط، فقد سعت الى كسب نفوذ لها حتى في جزيرة سقطرى، التي نجت وبقيت سالمة من الأضرار الفادحة للحرب التي لحقت بأماكن أخرى في اليمن وتقع سقطرى على مفترق الطرق بين شبه الجزيرة العربية وآسيا”.
وتتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بالفعل بعلاقات تجارية عميقة مع الهند، وتريد توسيع مبيعاتها من الطاقة لتشمل الأسواق المتنامية في شبه القارة.
وأضاف الكاتب:” كذلك تعتبر عدن وهي جوهرة ساحلية مرغوبة للغاية قريبة من باب المندب الممر المائي الضيق الرابط بين اليمن والقرن الأفريقي، في ظل انشغال الإماراتيين في بناء الموانئ البحرية والقواعد العسكرية في أرض الصومال وبونتلاند وإريتريا”.
وذكر “بأن هذه الموانئ والقواعد مهمة لتعزيز الوجود الإماراتي في المنطقة وتوفير النفوذ العسكري لحماية باب المندب الذي يمر عبره ما يقرب من خمسة ملايين برميل من النفط يومياً”.
وتابع “بالإضافة إلى ذلك، توسطت الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، في التوصل لوقف إطلاق النار في محطة ميناء الحديدة على البحر الأحمر والذي يسيطر عليه الحوثيون ولكنهم لايزالون محاصرين من قبل قوات التحالف.
وأردف “ورغم هشاشته، فلا يزال وقف النار قائماً حتى مع استمرار تجدد الهجمات المتبادلة بين الحوثيين وقوات التحالف في أماكن أخرى. ويوفر وقف إطلاق النار للإماراتيين تغطية كافية لتبرير تراجعهم عن التواجد عسكريا في اليمن”.
كما بات بوسع الإماراتيين، أيضًا الإشارة إلى الاستعادة الناجحة لمدينة المكلا الساحلية (شرق عدن) من تنظيم القاعدة في عام 2016 كدليل على أنهم قاموا بدورهم في الحرب على الإرهاب وكسبوا احترام الولايات المتحدة ووقعوا أوراق اعتمادهم باعتبار الإمارات “أسبرطة الصغرى”، وتلك هي الأوسمة اللامعة التي منحها لهم جنرالات البنتاغون، وهم نفس الجنرالات الذين يقيمون ـ سراً ـ الجيش السعودي باعتباره ضعيفا.
وشدد الكاتب بيل “بأن الانسحاب الإماراتي من اليمن يجب أن يقرع أجراس الإنذار في الرياض”.
وقال “عندما يقرر رفيقك في السلاح التوقف فهذا هو الوقت المناسب للبدء في إعادة التفكير فيما تفعله بالضبط على مسرح اللعب، حيث يقدم السعوديون تبريرا مفاده أنهم في كل مرة يضغطون فيها لإجراء محادثات، يقبل الحوثيون في البداية ثم يتراجعون بعد ذلك. كما يقول إن الحوثيين، المدعومين من إيران، هم الذين يطيلون الحرب في اليمن”.
وعلق قائلا: “قد يكون هذا هو الحال بالفعل، لكن الطريقة الوحيدة أمام بن سلمان لإخراج بلده من اليمن هي أن يسلك الطريق الذي سيتسم بتسوية سياسية”.