شبوة تزأر ولعكب يتقهقر .. دعوات للنفير العام لمواجهة مليشيا الإخوان .. والنخبة الشبوانية تتأهب للعودة القوية
– فري بوست- متابعات
شهدت محافظة شبوة، الاستراتيجية، خلال اليومين الفائتين تصاعدًا في مواجهة الاعتداءات الغاشمة ضد أبناء المحافظة من قِبل ميليشيات الإخوان المتدثرة بجلباب الشرعية اليمنية.
وتجددت الاشتباكات المسلحة، ظهر أمس الاثنين، بين قبائل لقموش ومليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية في محافظة شبوة.
وقالت مصادر خاصة إن المواجهات التي اندلعت، عقب هدنة هشة دامت لساعات، تركزت في منطقة العرم.
وكانت الاشتباكات قد بدأت أمس الأول الأحد بين قبائل لقموش ومليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية بعد اعتقال مليشيا الإخوان للطفل أحمد عبدالله القميشي.
وأكدت المصادر لـ”الأمناء” أن تعزيزات من مأرب وصلت إلى شبوة لدعم المليشيات الإخوانية بقيادة لعكب لمواجهة المقاومة الجنوبية وقبائل لقموش، في اختراق واضح وصريح لاتفاق الرياض الذي ترعاه المملكة العربية السعودية.
وأضافت: “وصولت تعزيزات عسكرية قوامها (ثلاث مدرعات وما يقارب عشرة أطقم) فجر اليوم (أمس) لمعسكر الشهداء في عتق قادمة من محافظة مأرب الشمالية مرورا بمديرية بيحان”.
وتابعت المصادر: “كان من الأرجح أن تذهب القوات التي وصلت شبوة إلى جبهات القتال في مأرب لاستعادة الأماكن التي انتزعها الحوثيون من قوات الشرعية”.
وظهر أمس الاثنين استشهد اثنان من أبناء لقموش خلال الاشتباكات التي اندلعت منذ صباح الأحد في منطقة الخبر العرم في حبان بشبوة بين المقاومة الجنوبية من أبناء لقموش ومليشيات الإخوان.
والشهيدان اللذان سقطا هما (بشير القماه القميشي، وناصر لبغث القميشي)، بحسب المصادر.
وفي السياق، شهدت منطقة الخبر بشبوة عصر أمس معارك عنيفة بين أبناء لقموش وقوات الإصلاح.
وقالت مصادر ميدانية بأن ميليشيا الحكومة اليمنية الإخوانية تحشد عناصرها وأسلحتها الثقيلة والمتوسطة في قرن السوداء بمديرية حبان استعدادا لمهاجمة منطقة الخبر أرض قبيلة لقموش.
وأكدت خروج ما يزيد عن عشرة أطقم تحمل سلاح مضاد طيران وعيارات دوشكا و14 من عتق إلى قرن السوداء استعدادا لمواجهة أبناء لقموش.
وكانت ميليشيا الإخوان قد قامت باجتياح أراضي قبيلة لقموش بعد اجتياح منطقة (هدى) مطلع يناير / كانون ثاني 2020م، قصفت خلالها منازل المواطنين بعد تعرضها لهزيمة ساحقة من قوات المقاومة وقبيلة لقموش.
الاعتداء الإخواني على لقموش أثار غضبًا واسعًا، وقد مثّل انقلابًا صريحًا وتعديًّا واضحًا على بنود اتفاق الرياض، الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في 5 نوفمبر / تشرين الثاني 2019م.
مداهمات واختطافات غاشمة
وداهمت ميليشيا الإخوان فجر أمس الاثنين منزل عوض طالب رويس ظيفير، نائب رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية نصاب في شبوة.
وقال مصدر ميداني: “إن عملية المداهمة قادها مدير أمن مديرية نصاب الإخواني سالم طالب الكوردي وقائد عناصر ميليشيا الإخوان في المجمع الحكومي محمد أحمد الديولي”.
وأطلقت مليشيا الحكومة اليمنية الإخوانية الأعيرة النارية بكثافة في الهواء أثناء مداهمتها للمنزل مما أدى إلى ترويع كبار السن والنساء والأطفال.
وتعرضت محتويات المنزل للعبث من قبل عناصر ميليشيا الإخوان التي قامت بشكل همجي وتعسفي باختطاف كل من (فريد محمد فريد الصريمي، ومبارك عوض رويس ظيفير، وعبدالله الأزرق ظيفير) واقتادتهم إلى سجونها السرية بمدينة عتق.
وأمس الأول الأحد اختطفت مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية نجلي الشيخ المقاوم عبدالله مهدي المارم القميشي في شبوة.
واقتادت المليشيا الطفلين أحمد عبدالله، الذي لا يتجاوز عمره 13سنة، وشقيقه الأكبر سعيد عبدالله مهدي، إلى جهة مجهولة.
واعتقلت مليشيا الإخوان الإرهابية، الخميس الماضي، عددا من الأطفال القُصّر بالقرب من مدينة حبان.
وقبل أيام أقدمت المليشيات الإخوانية على اختطاف الشاب عدنان عمر ناصر حيدرة القميشي، البالغ من العمر 20 عامًا، من سوق مدينة عزان بشبوة.
واقتادت المليشيات الشاب عدنان إلى سجون معسكر الخرامة الواقع في مدينة عزان بميفعة، فيما نفى أهالي المنطقة انتماء الشاب المختطف إلى أي جهة سياسية أو عسكرية.
عائلة “القميشي” كانت قد فقدت أحد أبنائها جرّاء الإرهاب الإخواني، عندما أقدم عناصر هذا الفصيل على إطلاق النار على المواطن سعيد تاجرة من المسافة صفر، بعدما حاولوا انتزاع علم الجنوب منه، إلا أنّه تمسّك بعلمه ورفض التفريط في هويته.
وتسود حالة من السخط الشعبي في أوساط شبوة، عقب انتهاج مليشيا الإخوان سياسة اختطاف الأطفال كوسيلة عقاب للأسر المعارضة لمنهجها.
وطالب الأهالي بإطلاق سراحهم، نظرا لاعتقالهم بدون أسانيد قانونية، ومن بين المعتقلين الطفل محمد لحمر، البالغ من العمر 13 عاما، نجل الشيخ لحمر بن لسود والذي له مواقف معارضة ضد التواجد الحوثي أو الإخواني في شبوة، وكان أحد المعارضين بشدة للاحتلال الإخواني للمحافظة في أغسطس/ آب الماضي.
شبوة تزأر ودعوات للنفير
أبناء محافظة شبوة، وبعد أن ضاق بهم الحال من التصرفات الهمجية لميلشيات الإخوان قرروا بأن يزأروا زأرة رجل واحد ضد هذه الميليشيات الإخوانية لطردها من المحافظة.
ودعا القيادي الجنوبي بمحافظة شبوة صلاح الشيبة كافة شرفاء شبوة للنفير ضد مرتزقة الاحتلال اليمني ممثلة في ميليشيا الإخوان.
وقال الشيبة، في منشور له عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “ندعو شباب ورجال المقاومة الجنوبية في مناطق ومديريات شبوة وكل أحرار وشرفاء شبوة إلى النفير لقتال المليشيات والعصابات الإرهابية وجيش الاحتلال اليمني ومرتزقته”.
دعوات النفير تزايدت من قِبل غالبية أهالي شبوة بعد الانتهاكات والجرائم الفظيعة التي ترتكبها ميليشيا الحكومة اليمنية الإخوانية ضد العزل من أبناء شبوة.
تغيير ديموغرافي
سياسيون أكدوا أن “مليشيات الإصلاح تحاول أن تسابق الزمن لتثبيت وجودها في شبوة بعد أن أفشلت تطبيق بنود اتفاق الرياض، الأمر الذي دفعها لتصعيد جرائمها الاجتماعية التي تطال العائلات والأبرياء في شبوة بعيداً عن المواجهات العسكرية مع القوات الجنوبية، هو ما تستهدف من ورائه تغييراً ديموغرافياً في التركيبة السكانية بالمحافظة بما يدعم تواجدها أطول فترة ممكنة”.
وقالوا، في أحاديث متفرقة مع “الأمناء”: “تكثيف مليشيات الإخوان، خلال الأيام الماضية، من جرائم اختطاف الأطفال وترهيب العائلات هدفه الدفع بهم إلى ترك منازلهم، في وقت تقوم فيه مليشيات الإصلاح في مأرب بتهجير العمال قسراً إلى الجنوب، وهو ما يكشف السعي نحو خلق بيئة مواتية لتواجدها في الجنوب”.
وأضافوا: “اعتقال الأطفال يعد تصعيدا جديدا من مليشيا الإخوان، بعدما دأبت على اختطاف منتسبي النخبة الشبوانية”.
وتشن ميليشيا الإخوان، منذ احتلالها للمحافظة في أغسطس/آب الماضي، حملة اختطافات واسعة بشكل همجي وانتقامي طالت أطفال وشباب محافظة شبوة دون وجود مسوغ قانوني.
لعكب يتقهقر
نشأ عبدربه بن محمد لعكب، المنتمي لمديرية عسيلان، في حضن حزب الإصلاح (إخوان اليمن)، ويتمتع بالذكاء والتخفي ويعمل من تحت الطاولة.
وتؤكد مصادر خاصة بأن لعكب “كان يدير معسكرًا لتدريب العناصر الإرهابية في البيضاء ويتنقل ما بين البيضاء ومأرب”.
وتم تعيين لعكب من قبل الشرعية قائداً للقوات الخاصة ضمن جملة التعيينات التي صدرت لشرعنة الإرهاب داخل معسكرات الشرعية.
ويقول ناشطون محليون بأن: “لعكب لم تهزه أو تحركه كل الجرائم المرتكبة التي أقدم عليها ابتداء من دماء الشهيد سعيد تاجرة ومروراً بالخراب والدمار وهدم البيوت وقصفها فوق سكانيها في منطقة قرن السوداء ظلمًا وعدوانًا من أجل أخيه، ووصولاً بقتل النساء في منزلهم، وأخيراً وليس آخرًا ما أقدم عليه من خطف للأطفال الذين لا ذنب لهم، إلا أنهم أبناء ذاك الناشط أو ذلك السياسي أو المعارض الذي ينتمي إلى تيار وفصيل بعيدًا عن انتماءات أسياد (لعكب)”.
واضافوا: “ما يقوم به (لعكب) لا يمد بصلة إلى الدواعي الأمنية وضبط الأمن، بل حتى أنه خرج عن أفعال وأعمال وقانون المليشيات نفسها التي لا تقوم ولا تعمل ولا تقدم على ما يقدم عليه هذا الخطيئة (لعكب)”. في إشارة إلى التقهقر الذي يعانيه لعكب هذه الفترة.
وتابعوا: “ما يقوم ويقدم عليه لعكب في شبوة عمل عدائي تعسفي انتقامي ابتزازي، سيخلف الكثير من التبعيات وسيجني وابلًا من الويلات، وسيدخل المحافظة في دوامة ودائرة مغلقة وأنفاق مظلمة”.
واستطردوا: “يرى لعكب من دمائنا وأموالنا وأطفالنا وكل ما في شبوة مباحًا وحقًا مشروعًا له، من أجل ثأر وعداء يجعله متخبطًا بين الرذيلة والخطيئة”.
واختتموا بالقول: “تعززت لدينا قناعة تامة بأن لعكب أكثر ضررًا وخطرًا على تواجد وحضور وبقاء شرعية الرئيس هادي في شبوة أكثر من أي شيء آخر، وإنه الخطيئة التي تلاحق وتنتشر في شبوة ولن تسقط بالتقادم أو تغتفر بالتوبة”.
في السياق، أصبح لعكب يتقهقر بفعل ردة الفعل لكافة أبناء شبوة ضده، والتي ترفض كل تصرفاته ضد أبناء المحافظة.
حقيقة انتشار قوات النخبة في شبوة
في سياق آخر، أكدت مصادر خاصة أن النخبة الشبوانية بدأت بالانتشار في أجزاء من محافظة شبوة.
وقالت المصادر لـ”الأمناء”: “إن قوات النخبة انتشرت في أجزاء من عتق قبل أيام، ووصلت حتى إدارة الأمن بعتق، بحسب اتفاق الرياض، غير أن المسرحية التي قام بها الإخوان من خلال تسليم جبهة نهم للحوثيين كان هدفها تعطيل عملية الاستلام والتسليم، وهو ما حدث بالفعل”.
واضافت: “النخبة الشبوانية ستعود إلى شبوة قريبا، حتى لو رفض الإخوان ذلك”.
الأمناء نت